نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي جلد : 1 صفحه : 59
يعرف ، وهذا كلام مستروح ، إذا لم يجد المزي قد ذكر للرجل إلا راويا واحدا جعله مجهولا ، وليس هذا بمطرد " . وقد اعتمد البرهان السبط في " حاشيته " هذه مسلك الذهبي وحكمه ، فنقل كثيرا من أقواله التي نقلت نماذج منها ، وسكت عنه ، فيقال في صنيعه ما قيل في حق الذهبي أيضا . وهنا يرد سؤال تكملة للبحث : هل قصد المزي استيعاب شيوخ المترجم والرواة عنه ؟ . والجواب : ما قاله المزي نفسه في مقدمة " تهذيبه " 1 : 151 : " ذكرت أسماء من روى عنه كل واحد منهم ، وأسماء من روى عن كل واحد منهم في هذه الكتب أو في غيرها ، عنى ترتيب حروف المعجم . . . " . وقال الحافظ في مقدمة " تهذيب التهذيب " آخر صفحة 3 : " ثم إن الشيخ - المزي - رحمه الله قصد استيعاب شيوخ صاحب الترجمة ، واستيعاب الرواة عنه ، ورتب ذلك على حروف المعجم في كل ترجمة ، وحصل من ذلك على الأكثر ، لكنه شئ لا سبيل إلى استيعابه ولا حصره " . وصنيع المصنف الذهبي - وهو تلميذ المزي الفاهم عنه مقاصده في كتابه - نراه ينفي ويحصر : ما روى عن فلان إلا فلان : بناء على اقتصار المزي على ذكر هذا الواحد ! . وكأن المزي رحمه الله لفرط تتبعه واجتهاده في ذلك ادعى هذه الدعوى ، وإلا فمثله لا يغيب عن ذهنه إنه " شئ لا سبيل إلى استيعابه ولا حصره " ! . ولقد ترك رحمه الله للمتعقبين عليه ثغرة واسعة ، مثل مغلطاي ، كما أوقع المستسلمين لظاهر صنيعه في مآخذ عليهم ، مثل الذهبي . بل إني أقول : لا يبعد أن يفوته ذكر بعض هؤلاء - الشيوخ والتلامذة - وهم من رجال الكتب الستة ، وإن كنت لا أستحضر مثالا على ذلك ، لكني لا أبعده ، وهو إن وجد فنادر . وكان يظن إن المزي استوعب ما عند البخاري وابن أبي حاتم مما يتعلق بغرضه هذا ، لكني رأيت أمثلة تخالف هذا الظن . انظر التعليق على ( 123 ، 374 ) ، والمثال السابق برقم 16 " . لذلك قلت في أول كلامي عن هذه النقطة : " إذا أخذت - دعوى التفرد - من هذا الإمام بالتسليم ، وتناقلها جماعة العلماء دون استدراك عليها . . . " ولم أقصر كلامي على متابعة إمام واحد للإمام القائل فقط ، بل قلت : جماعة العلماء ، اعتبارا من واقع الإمام الذهبي في متابعته للمزي . فدعوى التفرد تحتاج إلى تتبع ، ودعوى تسليم العلماء بها تحتاج إلى تتبع أيضا . والله ولي التوفيق . أما النقطة الثانية - وهي المصطلحات الخاصة بكلمة ( مجهول ) ونحوها - : 1 " - فتقدم أن الأصل في إطلاق ( مجهول ) إرادة جهالة العين . 2 " وتقدم أن اصطلاح أبي حاتم - وألحقت به ابنه عبد الرحمن وأبا زرعة - في إطلاقها : جهالة الحال . وانظر ما يأتي بعد أسطر .
59
نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي جلد : 1 صفحه : 59