نام کتاب : الضعفاء والمتروكين نویسنده : النسائي جلد : 1 صفحه : 135
وليس معنى هذا أن رجال المسانيد لم يهتموا بالتنقيب عن الرواة ودراسة أحوالهم بل إن نقد الرواة بدأ منذ عهد الصحابة ، واشتد الاهتمام به ، بعد أن تفرقت الفرق وتحزبت الأحزاب ، وبدأت الأهواء تدب في نفوس كثير من الرجال . ويرجع الفضل في الاهتمام بالرجال ، والبحث عنهم ، والتنقيب عن أخبارهم ، والحكم على كل من تعرض لميدان الحديث الشريف توثيقا أو تضعيفا أو ما بينهما ، والتشدد في ذلك إلى درجة بالغة هو الامام يحيى بن سعيد القطان . وخطا من بعده تلامذته الكبار خطوات بناءة في مقدمتهم : يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، وعمرو بن علي الفلاس ، وأبو خيثمة . ثم تجئ الطبقة التي فيها أصحاب الصحاح ، والتي تتلمذت عليهم وحفظت آثارهم ، وعنيت عناية خاصة برجال الحديث ، وأفردت لها كتبا ومؤلفات ، عرفت بالرجال ، وسجلت حكم هؤلاء الأئمة ، عليهم أو لهم كما حفظت لنا آراء من سبقهم أو عاصرهم ، ووضعت كل راو في طبقة وبين أقرانه ، ورفعت عنه غوائل الجهالة ما استطاعت ، فعرفت كل راو بشيخه ومن روى عنه ومن لم يلقه بل إنها حددت مكان اللقاء وزمانه والأحاديث التي رواها . من هؤلاء أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو إسحاق الجوزجاني السعدي ، ، وخلق ممن جاء بعدهم كصاحب هذا الكتاب ، وابن خزيمة والترمذي . إلخ . وكان من عناية هؤلاء الأئمة أن يجمعوا حصيلة بحثهم ودراستهم عن الرجال فيفردون للثقات كتبا كما يفردون للضعفاء كتبا أخرى .
135
نام کتاب : الضعفاء والمتروكين نویسنده : النسائي جلد : 1 صفحه : 135