ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة . قاد القاضي أبو الحسين : صحب الوالد . وكان زاهدًا ، ورعًا ، عالمًا بالقراءات وغيرها . وعدّه أيضًا ممن تفقه على أبيه ، وعلق عنه . وذكر ابن النجار : أنه سمع من القاضي أبي يعلى ، ومن أبي الغنائم بن المأمون ، وأبي بكر بن حمدويه ، وخلق . وأنه حدّث باليسير . وروى عنه الحافظ أبو نصر اليُنارتي في معجمه ، وقال : أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو عبد الله الراذاني . وقال ابن السمعاني : كان فقيهًا ، مقرئاً ، من الزهاد المنقطعين ، والعباد الورعين ، مجاب الدعوة ، صاحب كرامات . سمع من القاضي أبي يعلى وغيره . سمعتُ الحسن بن حريفا الشيخ صالح باللجمة يقول : دخلتُ على أبي عبد الله الراذاني ، واعتذرتُ عن تأخري عنه ، فقال : لا تعذرْ فإن الاجتماع مقدّر . وسمعت ظافر بن معاوية المقرئ بالخريبة يقول : سمعتُ أن أبا عبد الله الراذاني أراد أن يخرج إلى الصلاة ، فجاء ابنه إليه ، وكان صغيرًا ، وقال : يا أبي أريد غزالاً ألعبُ به . فسكت الشيخ ، فلحَّ الصبي ، وقال : لا بدَّ لي من غزال ، فقال له الشيخ : اسكت يا بني ، غدًا يجيئك غزال . فمن الغد كان الشيخ قاعدًا في بيته ، فجاء غزال ووقف على باب الشيخ ، وكان يضرب بقرنيه الباب إلى أن فتحوا له الباب ودخل ، فقال الشيخ لابنه : يا بني ، جاءك الغزال . وذكر ابن النجار بإسناده : أن رجلاً حلف بالطلاق أنه رآه بعرفة ، ولم يكن الشيخ حج تلك السنة ، فأخبر الشيخ بذلك فأطرق ، ثم رفع رأسه ، وقال : أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو اللّه يسير من المشرق إلى المغرب ، في إفتان مسلم أو مسلمة ، في لحظة واحدة ، فلا ينكر لعبد من عبيد الله أن يمضي في