المنذري : أن القاضي يعقوب عزل نفسه عن قضاء باب الأزج والشهادة ، سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة . وقال أبو الحسين : ولي القضاء بباب الأزج من جهة الوالد ، ثم عزل نفسه عن القضاء والشهادة سنة اثنتين وسبعين ، ثم عاد إليهما سنة ثمان وسبعين ، واستمر إلى موته . قال : وكان ذا معرفة تامة بأحكام القضاء ، وإنفاذ السجلات متعففًا في القضاء ، متشددًا في السنة . وقال ابن عقيل : كان أعرف قضاة الوقت بأحكام القضاء والشروط . سمعتُ ذلك من غير واحدٍ ولم يكن أحد من الوكلاء يهاب قاضيًا مثل هيبته له . وله المقامات المشهورة " بالديوان " حتى يُقال : إنه كعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة من الصحابة ، في قوة الرأي . وذكره ابن السمعاني ، فقال : كانتْ له يدٌ قوية في القرآن والحديث ، والفقه والمحاضرة . وقرأ عليه عامة الحنابلة ببغداد ، وانتفعوا به . وكان حسن السيرة ، جميل الطريقة ، جرت أموره في أحكامه على سدادٍ واستقامة . وحدّث بشيء يسير عن أحمد عمر بن ميخائيل العكبري ، وغيره . قال : وذكر لي شيخُنا الجنيد بن يعقوب الجيلي الفقيه بباب الأزج : أنه سمع الحديث من القاضي أبي علي يعقوب ، ولم يكن له أصل حاضر بما سمع منه . وقال : عَلّقتُ عنه الفقه ، وكان لجماعة من شيوخنا الأصبهانيين منه إجازة ، مثل أبي عبد اللّه الخلال ، وغانم بن خالد ، وأبي نصر الغازي ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ ، وغيرهم . وقال ابن الجوزي : حدَّث وروى عنه أشياخنا . قلتُ . قال أبو الحسين : صنف كتبًا في الأصول والفروع . وكان له غلمان كثيرون - يعني تلامذة - قال : وكان مبارك التعليم ، لم يَدْرسْ عليه أحد إلا أفلح وصار فقيهًا . وكانت حلقته بجامع القصر .