يقول : سمعت شيخ الإسلام أبا نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر يقول : قال لي شيخ الإسلام - يعني الأنصاري - كيف تفعلون في القنوت ؟ قلت : أوصاني أبي أن أقنت في الوتر . قال : وما قال لك : لا تقنت في الصبح . قلت : لا . قال : فما أنصفك . وذكر ابن طاهر الحافظ في كتابه المذكور قال : سمعت الإمام عبد اللّه بن محمد الأنصاري يُنشد على المنبر في يوم مجلسه بهراة : أنا حنبليٌّ ما حييت وإن أمت * فَوَصِيتي للناس أن يَتَحَنْبَلُوا وَلشيخ الإسلام قصيدة نونية طويلة مشهورة ذكر فيها أصول السنة ومدح أحمد وأصحابه . وقد أنبأتني بها زينب بنت أحمد ، عن عجيبة بنت أبي بكر ، عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن الحسن الصيدلاني . قال : أنشدنا شيخ الإسلام فذكر القصيدة إلى أن قال : وإماميَ القَوّام لله الّذِي * دفنوا حَميدَ الشأن في بغدانِ جمع التقى والزهد في دُنياهم * والعلم بعد طهارة الأردانِ خطمُ النبي ، وصيرفيُّ حديثه * ومُفلِّقٌ أعرافَها بمعانِ حبْرُ العراق ، ومحنةٌ لذوي الهوى * يدري ببغضته ذَوُو الأضغانِ عرفَ الهدى فاختار ثوبي نُصرَة * وشجى بمُهجتِه عُرَى عِرفانِ عُرِضَتْ له الدنيا فأعرض سالماً * عنها كفعل الراهب الخمصانِ هانت عليه نفسُه في دِينهِ * ففدى الإمامٌ الدينَ بالجثمانِ لله ما لقي ابن حنبلَ صابرًا * عزماً وينصره بلا أعوانِ أنا حنبلي ما حييت وإن أمُت * فوصيّتي ذاكم إلى إخواني إذْ دِينه ديني وديني دينُه * ما كنت إمّعَةً له دينانِ وقال ابن طاهر : سمعت الإمام أبا إسماعيل الأنصاري بهراة يقول : عرضت