يدرس الفقه ويصنف فيه . وكان حافظًا للحديث . وصنف فيه ، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ، ولا طريقته فيها . انتهى . وكان رحمه الله تعالى إذا رأى تصنيفًا وأعجبه صنف مثله في الحال ، وإن لم يكن قد تقدم له في ذلك الفن عمل لقوة فهمه ، وحِدَّة ذهنه ، فربما صنف لأجل ذلك الشيء ونقيضه بحسب ما يتفق له من الوقوف على تصانيف من تقدمه . وقد كان شيخه ابن ناصر يثني عليه كثيرًا . ولما صنف أبو الفرج كتابه المسمى ب " التلقيح " وله إذْ ذاك نحو الثلاثين من عمره ، عرضه على ابن ناصر ، فكتب عليه : قرأ عليَّ هذا الكتاب جامعه الشيخ الإمام العالم الزاهد أبو الفرج ، فوجدته قد أجاد تصنيفه ، وأحسن تأليفه ، وجمعه ولم يسبق إلى مثل هذا الجمع فقد طالع كتبًا كثيرة ، وأخذ أحسن ما فيها من الياقوت واللؤلؤ ، فنظمه عقدًا زان به التصانيف ، التي تجمعت من التواريخ ، ومعرفة الصحابة وأسمائهم وكناهم وأعمارهم ، وأبان عن فهم وعلم غزير مع اختصار يحض على الحفظ والعمل بالعلم ، فنفعه الله بعلمه ، ونفع به ، وبلغه غاية العمرة لينفع المسلمين ، وينصر السنة وأهلها ، ويدحض البدع وحزبها . قال الشيخ أبو الفرج : ولقد كنت أرُدّ أشياء على شيخنا أبي الفضل بن ناصر ، فيقبلها مني . وحدثني أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر عن شيخنا أنه كان يقول عني : إذا قرأ عليّ فلان استفدت بقراءته ، وأذكرني ما قد نسيته . وأما تصانيفه فكثيرة جداً . وقد تقدم عنه أنه ذكر أنها مائة وأربعون ، أو مائة وخمسون وزيادة على ثلاثمائة وأربعين . وقد قيل : أكثر من ذلك . قال الإمام أبو العباس ابن تيمية في أجوبته المصرية : كان الشيخ أبو الفرج مفتيًا كثير التصنيف والتأليف . وله مصنفات في أمور كثيرة ، حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف . ورأيت بعد ذلك له ما لم أره .