ولا يكاد يفتر عن ذكر اللّه . وله في كل يوم وليلة ختمة يختم فيها القرآن . كذا قال . وهذا بعيد جدًا . مع اشتغاله بالتصانيف . قال : ورأى رب العزة في منامه ثلاث مرات . ومع هذا فللناس فيه - رحمه اللّه - كلام من وجوه . منها : كثرة أغلاطه في تصانيفه . وعذره في هذا واضح ، وهو أنه كان مكثرًا من التصانيف ، فيصنف الكتاب ولا يعتبره ، بل يشتغل بغيره . وربما كتب في الوقت الواحد من تصانيف عديدة . ولولا ذلك لم يجتمع له هذه المصنفات الكثيرة . ومع هذا فكان تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة الاختصار من كتب في تلك العلوم ، فينقل من التصانيف من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم منا جهة الشيوخ والبحث ، ولهذا نقل عنه أنه قال : أنا مُرتب ، ولست بمصنف . ومنها : ما يوجد في كلامه من الثناء ، والترفع والتعاظم ، كثرة الدعاوى . ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف ، والله يسامحه . ومنها - وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين - من ميله إلى التأويل في بعض كلامه ، واشتد نكرهم عليه في ذلك . ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف ، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب ، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين ، وبيان فِسادها . وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد ورد عليه في بعض المسائل . وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام ، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار . فلهذا يضطرب في هذا الباب ، وتتلون فيه آراؤه . وأبو الفرج تابع له في هذا التلون . قال الشيخ موفق الدين المقدسي : كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة . وكان صاحب قبول . وكان