responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 411


وقال ابن القطيعي : انتفع الناس بكلامه ، فكان يتوب في المجلس الواحد مائة وأكثر في بعض الأيام . وكان يجلس بجامع المنصور يومًا أو يومين في السنة . فتغلق المحال ، ويحرز الجمع بمائة ألف .
قرأت بخط الإمام ناصح الدين بن الحنبلي الواعظ في حق الشيخ أبي الفرج : اجتمع فيه من العلوم ما لم يجتمع في غيره . وكانت مجالسه الوعظية جامعة للحسن والإحسان باجتماع ظراف بغداد ، ونظاف الناس ، وحسن الكلمات المسجعة والمعاني المودعة في الألفاظ الرائجة ، وقراءة القرآن بالأصوات المرجعة ، والنغمات المطربة ، وصيحات الواجدين ، ودمعات الخاشعين ، وإنابة النادمين ، وذل التائبين ، والإحسان بما يفاض على المستمعين ، من رحمة أرحم الراحمين . ووعظ وهو ابن عشر سنين إلى أن مات ، ولم يشغله عن الاشتغال بالعلم شاغل ، ولا لعب ولا لها ، ولا سافر إلا إلى مكة . ولقد كان فيه جمال لأهل بغداد خاصة ، وللمسلمين عامة ، ولمذهب أحمد منه ما لصخرة بيت المقدس من المقدس . حضرت مجالسه الوعظية بباب بدر عند الخليفة المستضيء ، ومجالسه بدرب دينار في مدرسته ومجالسه بباب الأزج على شاطئ دجلة ، وسمعت عليه مناقب الإمام أحمد ، وبعثت إليه من دمشق ، فنقل سماعي بخطه وسيره إليَّ ، حضرت معه في دعوتين . فكان طيب النفس على الطعام . وكانت مجالسه أكثر فائدة من مجالسته .
وذكره الحافظ ابن الدبيثي في ذيله على تاريخ ابن السمعاني ، فقال : شيخنا الإمام جمال الدين بن الجوزي صاحب التصانيف في فنون العلم : من التفاسير ، والفقه ، والحديث ، والوعظ ، والرقائق ، والتواريخ ، وغير ذلك . وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه . والوقوف على صحيحه من سقيمه . وله فيه المصنفات من المسانيد والأبواب والرجال . ومعرفة ما يحتج به في أبواب الأحكام والفقه ، وما لا يحتج به من الأحاديث الواهية الموضوعة . والانقطاع والاتصال . وله في الوعظ العبارة الرائقة . والإشارات الفائقة . والمعاني الدقيقة . والاستعارة الرشيقة .

411

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست