قرأ على أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل الأيوبي - بالقاهرة وأنا أسمع - : أخبرنا أبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني ، أخبرنا أبو علي بن أبي القاسم بن الحريف ، أخبرنا القاضي أبو بكر بن محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الوفاء بن القواس ، أخبرنا أبو سهل العكبري ، حدثنا إبراهيم بن أحمد الخرقي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور ، حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، حدثنا الفضل بن حرب البجلي ، حدثنا عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " لكل شيء حلية ، وإنَّ حليةَ القرآن : الصوتُ الحسن " . ذكر أبو الحسن بن البناء في كتاب " أدب العالم والمتعلم " : أنه حدث في زمانه مسألة ، وهي : هل يجوز أن يقرأ على المحدّث الثقة كتاب ، ذكر أنه سماعه ، وليس هناك خط يشهد به من شيخ ولا غيره ؟ وأن فقهاء عصرهم اتفقوا على جواز ذلك وكتبوا به خطوطهم ، وذكر خلقًا ممن أفتى بذلك . أولهم : أبو محمد التميمي من أصحابنا . وقال : الخط عادة محدثة ، استظهرها المحدثون من غير إيجاب لها . وكتب أبو إسحاق الشيرازي تحت خطه : جوابي مثله . قال ابن البناء : وكتبتُ أنا : المحدث الثقة : القول قوله في ذلك ، ولو رأوا سماعه في كتاب ، حتى يقول المحدّث : " ما سمعته " لم يجز أن يقرأ عليه والسلف رضي الله عنهم ، على هذا كانوا يحدثون بالأحاديث ، وأكثرهم يذكرها من حفظه ، ويسمعونها منهم ، وإن لم يظهروا خط من حدّثهم به . قاد : وبلغني أن الشريف الأجل أبا جعفر بن أبي موسى كذلك أفتى . وذكر أجوبة كثيرة ، منها : جواب ابن القواس . ولفظه : الظاهر العدالة ، يقنع بمجرد قوله ، ولا يطالب بخط من أسند عنه من شيوخه ، وكتبه ابن القواس الحنبلي . وذكر مثل ذلك عن قاضي القضاة أبي عبد اللّه بن الدامغاني وأبي نصر بن الصباغ ، وأبي بكر الشامي وغيرهم .