وكان يقول قبل موته بسنين : سَنَتي سنة ست وثمانين ، إلى أن دخلت سنة ست وثلاثين ، فقال : هذه سنتي ، فقلنا : كيف تقول هذا ؟ قال : هي سنة أبي وجدي لأن أباه مات سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، وجده مات سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وكان الأمر كما قال . قال : وكان الشيخ الموفق وأخوه أبو عمر ، إذا أشكل عليهما شيء سألا والدي . قال : وخرج له أبو الحسين سلامة بن إبراهيم الحداد شيخه ، وسمعناها عليه بقراءته . وذكر الحافظ المنذري في وفياته : أن له إجازة من أبي الحسن بن الزاغوني وغيره . قال : وتوفي ثاني عشري ربيع الآخر ، سنة ست وثمانين وخمسمائة ، ودفن بسفح قاسيون . وقاد غيره : شيعه خلائق . وقد سبق ذكر أخي بهاء الدين عبد الملك . وكان له أيضًا عدة إخوة . منهم : الشيخ سديد الدين عبد الكافي بن شرف الإسلام . قال ناصح الدين : كان فقيهًا متطهرًا ، ووعظ في شبابه ، وكان يذكر الدرس في الحلقة ، مستندًا إلى خزانة أبيه ، وكان صيتًا ، وربما خطب في الإملاكات المعتبرة . وكان شجاعًا شديداً ، مات بعد الثمانين والخمسمائة ، وقبره تحت مغارة الدم . ومنهم : الشيخ شمس الدين عبد الحق بن شرف الإسلام . قال الناصح : كان فقيهًا عاقلاً ، عفيفًا ، حسن العشرة ، كثير الصدقة ، رحيم القلب . سافر في طلب العلم ، وقرأ كتاب " لهداية " على الشيخ أحمد الحراني الحنبلي ، دخل بلاد العجم ، ورأى أئمة خراسان ، وعاد إلى دمشق ، وصحب أخاه ، والذي يسمع درسه ويعيد له وهو بين يديه كالحاجب . ومات ودفن بسفح قاسيون .