عليه لكثرة الزحام عليه . وكان حسن الكلام في السنة وشرحها . وقال ابن النجار : كان أعلم أهل زمانه بالنحو ، حتى يقال : إنه كان في درجة أبي علي الفارسي . قال : وكانت له معرفة بالحديث واللغة ، والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة وما من علم من العلوم إلا كانت له فيه يد حسنة . وقال ياقوت الحموي : رأيت قومًا من نحاة بغداد يفضلونه على أبي علي الفارسي . قال : وسمع الحديث الكثير ، وتفقه فيه ، وعرف صحيحه من سقيمه ، وبحث عن أحكامه ، وتبحر في علومه . وذكره ابن السمعاني في كتابه ، فقال : له معرفة تامة بالحديث ، ويقرأ الحديث قراءة سريعة ، حسنة صحيحة مفهومة ، ويديم القراءة من غير فتور سمع الكثير بنفسه وجمع الأصول الحسان من أي وجه اتفق له ، وكان يضنّ بها . قال : وسمعت أبا شجاع البسطامي يقول : قرأ على ابن الخشاب غريب الحديث المقتفي قراءة ما سمعت قبلها بمثلها في الصحة والسرعة ، وحضر جماعة من الفضلاء لسماعها . كانوا يريدون أن يأخذوا عليه فلتة لسان ، فما قدروا على ذلك . قال ابن السمعاني : وكتبت عنه جزءًا من حديث أبي الحسن بن مخلد كان يرويه عن الربعي حدثنا بلفظه . وهذا كله وابن السمعاني إنما رآه وله نحو الأربعين سنة . قال ابن القطيعي في تاريخه : سمعت ابن الأخضر الحافظ يقول : سمعت أبا محمد بن الخشاب يقول : إني متقن في ثمانية علوم ، ما يسألني أحد عن علم منها ، ولا أجد لها أهلاً . وذكر غيره وعن ابن الأخضر ، قال : دخلت عليه يومًا وهو مريض وعلى صدره كتاب ينظر فيه ، قلت : ما هذا ؟ قال : ذكر ابن جني مسألة في النحو ، واجتهد أن يستشهد عليها ببيت من الشعر فلم يحضره ، وإني لأعرف على هذه المسألة سبعين بيتًا من الشعر ، كل بيت من قصيدة تصلح أن يستشهد به عليها .