قال ابن ناصر عنه : كان بقية الشيوخ ، سمع الكثير . وكان يفهم ، مضى مَستُورًا وكان ثقةً ، ولم يتزوج قط . وقال السلفي : كان عبد الوهاب رفيقًا حافظاً ثقة ، لديه معرفة جيدة . وقال الحافظ أبو موسى المديني في معجمه : هو حافظ عصره ببغداد . وذكره ابن السمعاني ، فقال : حافظ ثقة ، واسع الرواية ، دائم البشر ، سريع الدمعة عند الذكر ، حسن المعاشرة . جمع الفوائد وخرج التخاريج ، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته . ونسخ الكتب الكبار ، مثل الطبقات لابن سعد ، وتاريخ الخطيب . وكان متفرغًا للتحديث : إما أن يقرأ عليه ، أو ينسخ شيئًا . وذكره ابن الجوزي في عِدَّة مواضع من كتبه ، كمشيخته ، وطبقات الأصحاب المختصرة ، والتاريخ ، وصفوة الصفوة ، وصيد الخاطر . وأثنى عليه كثيرًا ، وقال : كَان ثقة ثبتًا ، ذا دين وورع ، وكنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي ، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته . وكان على طريقة السلف ، وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره ، ودخلت عليه في مرضه - وقد بلي وذهَبَ لحمُه - فقال لي : إنَّ اللّه عز وجل لا يُتهمُ في قضائه . وقال أيضًا : ما رأينا في مشايخ الحديث أكثر سماعًا منه ، ولا أكثر كتابة للحديث بيده مع المعرفة به ، ولا أصبر على الإقراء ، ولا أسرع دمعة وأكثر بكاء مع دوام البشر وحسن اللقاء . وقال أيضًا : كنت أقرأ عليه الحديث من أخبار الصالحين ، فكلما قرأتها بكى وانتحب . وكنا ننتظره يوم الجمعة بجامع المنصور ، فلا يجيء من قنطرة باب البصرة وإنما يجيء من القنطرة العتيقة . فسألته عن هذا ؟ فقال : تلك كانت دار ابن معروف القاضي ، فلما غضب عليه السلطان أخذها وبنى عليها القنطرة . قال لنا : وسمعتُ أبا محمد التميمي يحكي عن ابن معروفٍ : أنه أحل كل من يَجوزُ عليها ، إلا أني أنا لا أفعل .