قال ابن النجار : حدث عن والده بحديث منكر . وبنى بدمشق مدرسة داخل باب الفراديس ، وهي المعروفة بالحنبلية . ولما شرع في بنائها طلع بعض المخالفين إلى " زمرّد خاتون " أم شمس الملوك - وكان حكمها نافذًا في البلد - فقالوا لها : هذا ابن الحنبلي يبني مدرسةً للحنابلة ، وهذا البلد عامته شافعية ، وتصير الفتن وبناؤها مفسدة وضرر كبير . فبعثتْ إلى الشيخ ، وقالت له : بطل هذا البناء ، فقال : السمع والطاعة . وقال للصناع : انصرفوا ، فانصرفوا . فلما كان الليل أحضر الصُّنَاع والفعلة وأصحابه ، وأشعلوا المشاعل والشمع ، وشرعوا في تأسيس حائط القبلة ، ونصبوا المحراب ليلاً ، وقال : اغدوا على عملكم ، فغدوا ، وقال أولئك لها : قد خالفَ أمرك . فنزل إليه عشرة من القلعة ، وقالوا له : أما قد نهتك خاتون عن بناء هذا المكان . فقال : أنا قد بنيتُ بيتًا من بيوت اللّه عز وجل ، ونصبتُ محرابًا للمسلمين ، فإن كانت هي تهدمه تبعث تهدمه ، وصاح على الصناع : اعملوا . فبلغها ما قال . فقالت : صدق . أنا ما لي وللفقهاء . ذكر ذلك الناصح عن بعض أصحاب أبي شرف الإسلام . قال : سمعتُ والدي يقول : جاء رجل من أصحاب أبي شرف الإسلام إليه ، فقال : رأيتُ الليلة في منامي أبي ، فقال لي : هذا الذي يقوله لكم الشيخ ما هو صحيح ، ما رأينا لا جنةً ولا نارًا ، ولا قيامةً ولا حسابًا ، وهو يبكي ، فقال له الشيخ : ما ذاك والدك . فقال : يا سيدي ، والدي ، أنا أعرفه ، فقال له الشيخ : ذاك الشيطان ، الساعة . يعود ويقول لك مثل ما قال . فقل أنت له : بالله الذي لا إله إلا هو ، أنت والدي . فيولي عنك ويضرط لك . فلما كانت الليلة الثانية أصبح وجاء إلى الشيخ ، فقال له : ضرط لك ؟ قال : أي واللّه يا سيدي . توفي رحمه الله في ليلة الأحد سابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة . ودفن عند والده بمقابر الشهداء من مقابر الباب الصغير . وذكره أبو المعالي بن القلانسي في تاريخه ، فقال : كان على الطريقة