وكان له بجامع دمشق مجلس يعقده للوعظ ، وقيل : إنه منع منه بسبب الفتن . قال ابن السمعاني : سمعتُ أبا الحجاج يُوسف بن محمد بن مقلد التنوخي الدمشقي - مذاكرة - يقول : سمعتُ الشيخ الإمام عبد الوهاب بن أبي الفرج الحنبلي الدمشقي - بدمشق - ينشد على الكرسي في جامعها ، وقد طاب وقته : سيدِي عَلِّلِ الفُؤَاد العَليلا * وَأحْيني قَبْل أن تراني قتيلا إن تكن عَازماً على القبض رحي * فتَرفَّق بها قَليلاً قَليلاً قرأت بخط حفيده ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم قال : حكى لنا الفصيح الحنفي قال : احتجت ، فأشار عليّ بعضُ الناس أن أقوم في مجلس شرف الإسلام فأمتدحه بقصيد شعر . قال : فَفَعَلْتُ ، فرمى عليّ الشيخُ منديلاً كان في يده ، فخلع على جماعة أصحابه ثيابًا كثيرة ، ونثروا عليّ ، فخرجتُ من المجلس ومعي جمال تحمل الخلع . فبلغ ذلك البرهان البلخي شيخ الحنفية ، فشكاني إلى والدي ، فقلتُ : كنت محتاجًا ، ورحت إلى رجل أغناني ، فاسكتوا عني وإلا رُحتُ إليه بُكرةً . قال ناصح الدين : وكان وجيه الدين مسعود بن شجاع شيخ الحنفية - بدمشق - يذكر شرف الإسلام جدّي ، ويقول : كان يَذكر مجلدة من التفسير في المجلس الواحد ويُثني عليه . قال : وكان زين الدين بن الحكيم الواعظ الحنفي يذكر جدي شرف الإسلام على المنبر ، ويثني عليه ، وربما ذكره فبكى . قلت : ولشرف الإسلام تصانيف في الفقه والأصول ، منها " المنتخب في الفقه " في مجلدين و " المفردات " ، و " البرهان في أصول الدين " ورسالته في الرد على الأشعرية . وحدث عن أبيه ببغداد ودمشق وسمع منه ببغداد أبو بكر بن كامل ، وناظر مع الفقهاء ببغداد في المسائل الخلافيات .