قال ابن الجوزي : كان عالمًا فقيهًا ، ورعًا عابدًا ، زاهداً ، قوالاً بالحق ، لا يحابي ، ولا تأخذه في الله لومة لائم . سمع أبا القاسم بن بشران ، أبا محمد الخلال ، وأبا إسحاق البرمكي ، وأبا طالب العُشاري ، وغيرهم . وتفقه على القاضي أبي يعلى ، وشهد عند أبي عبد الله الدامَغَاني ، ثم ترك الشهادة قبل وفاته . ولم يزل يدرس بمسجده بسكة الخرقي من باب البصرة وبجامع المنصور . ثم انتقل إلى الجانب الشرقي ، فدرس في مسجدٍ مقابل لدار الخلافة ، ثم انتقل - لأجل ما لحق نهر المعلّى من الغرق - إلى باب الطاق ، وسكن عرب الديوان من الرُّصَافة ، ودرس بمسجد على باب الدرب ، وبجامع المهدي . وذكر القاضي أبو الحسين نحو ذلك ، وقال : بَدَأَ بِدَرسِ الفقه على الوالد من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة إلى سنة إحدى وخمسين ، يقصد إلى مجلسه ويعلق ، ويعيد الدَّرس في الفروع وأصول الفقه . وبرع في المذهب ، ودَرَّس ، وأفتى في حياة الوالد . وكان مختصر الكلام ، مليح التَّدريس ، جيد الكلام في المناظرة ، عالمًا بالفرائضِ ، وأحكام القراَن والأصول . وكان له مجلسٌ للنظر في كل يوم اثنين ويقصده جماعة من فقهاء المخالفين . وكان شديد القول واللسان على أهل البدع ولم تزل كلمته عالية عليهم ، ولا يَردُّ يَده عنهم أحد . وانتهى إليه في وَقتهِ الرحلة لطلب مذهب الإمام أحمد . وذكره ابن السمعاني فقال : إمام الحنابلة في عصره بلا مدافعة . مليح التدريس ، حسن الكلام في المناظرة ، ورع زاهد ، متقن عالم بأحكام القرآن والفرائض ، مَرْضِي الطريقة . ثم ذكر بعضَ شيوخه ، وقال : روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار ، ولم يحدثنا عنه غيره . وقال ابن خيرون : مُقدم أهل زَمانه شرفًا ، وعلمًا وزهدًا .