بدير العاقول ، وهي على خمسة عشر فرسخًا من بغداد . ودخل بغداد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، واشتغل بالعلم سنة اثنتين وخمسين . وسمع من أبي محمد الجوهري سنة ثلاث وخمسين ، ومن القاضي أبي يعلى ، أبي الحسين بن حسنون ، وأبي الغنائم بن المأمون ، وأبي جعفر بن المسلمة ، وأبي الحسين بن المهتدي ، وأبي الغنائم بن الدجاجي ، وهناد النسفي ، وجابر بن ياسين ، وابن هزار مرد ، وأبي الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد الحنفي ، وأبي القاسم بن البُسري ، وغيرهم . قال القاضي أبو الحسين : قرأ على الوالد الخصال ، وحضر درسه الفقه . قلتُ : وروى عنه الجامع الصغير أيضًا . قال : وقال لي : اقرأ في كل أسبوع ختمتين . وقال ابن الجوزي : قرأ الفقه على القاضي يعقوب ، وهو من متقدمي أصحابه . وكان عارفًا بالمذهب ، حسن المناظرة . وكانت له حلقة بجامع القصر للمناظرة . وقال ابن شافع : سماعُه صحيح . كان ثقةً ، أمينًا . ومضى على السلامة والستر ، سمع منه ابن كاملي وغيره . وقال ابن السمعاني : كان صالحًا ، دينًا خيرًا . روى لنا عنه هبة الله بن الحسن الأمين بدمشق ، والمبارك بن أحمد الأنصاري ، وغيرهما . قلتُ : وروى عنه ابن ناصر ، والشيخ عبد القادر . وبالإجازة ابن كليب وذاكر بن كامل . قال ابن ناصر : حدثني أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة القاضي ، قال : كان لي صديق اسمه ثابت . وكان رجلاً صالحًا ، يقرأ القرآن ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فتوفي فلم أصلِّ عليه لعذر منعني ، فرأيته في المنام ، فسلمت عليه ، فلم يردَّ علي السلام ، وأعرض عني ، فقلت : يا ثابتُ ، ما تكلمني وأنت