نام کتاب : الطبقات الكبرى نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 15
بعده ، وربما انقسم التأليف في الطبقات بعده قسمين ، قسم خاص بالصحابة وقسم خاص بسائر رجال الحديث من بعدهم ، ولكن أثر كتاب ابن سعد ، سواء ذكر اسمه أو لم يذكر ، قد ظهر في التواليف التي جاءت من بعد . وإذا كنا لا نعرف لابن سعد أثرا في " طبقات " خليفة بن خياط لان هذا لم يصلنا ، فنحن نعلم أن الصلة بين ابن سعد والبلاذري مثلا كانت وثيقة ، وأنا مادة ابن سعد قد تركت أثرا واضحا في كتاب " فتوح البلدان " ، وكتاب " أنساب الأشراف " ، والثاني من هذين الكتابين صورة أخرى للتأليف في الطبقات . وفي كتاب ابن سعد فصول هي الأصل الذي احتذاه المؤلفون في " دلائل النبوة " كأبي نعم والبيهقي وعنه نقل ابن مندة في طبقاته ، ويمكن أن تقارن أصول السند عنده بما عند أبي نعيم الأصفهاني في " حلية الأولياء " فإن المتن متشابه وطرق الاسناد هي نفس طرق ابن سعد ، متجهة اتجاها آخر ، على أيدي رواة آخرين . ومن الغريب أن ابن عبد البر القرطبي في " الاستيعاب " لا يذكر أنه اعتمد على طبقات ابن سعد ويقول إنه استمد من طبقات الواقدي نفسه عن طريق محمد بن سعد عن طريق إبراهيم بن موسى بن جميل ( - 300 ) وهذا الأخير أندلسي هاجر إلى المشرق وسمع ابن حنبل وابن أبي الدنيا وابن قتيبة وابن سعد نفسه ، وتظل شهرة ابن سعد بين الأندلسيين محدودة - بعكس طبقات الواقدي - حتى إن الكلاعي مؤلف " الاكتفاء " اعتمد على ابن إسحاق موسى بن عقبة والواقدي ومصعب الزبيري ولم يذكر وهو ابن أبي بكر - 741 ) في كتابه " التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان " ، وهو كتاب ما يزال مخطوطا . وأغرب من هذا أمر المشارقة وبخاصة ابن الأثير مؤلف " أسد الغابة " فإنه اكتفى في كتابه هذا بالاعتماد على أربعة كتب هي : كتاب ابن مندة وكتاب أبي نعيم وكتاب ابن عبد البر ثم تذييل الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني . وواضح من هذا أن
15
نام کتاب : الطبقات الكبرى نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 15