نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 90
ثم إن بهرام جمع إليه وجوه المملكة ، فقال : ( قد علمتم ما ارتكب كسرى من الوزر العظيم بقتل أبيه ، وقد مضى هاربا ، فهل ترضون أن أقوم بتدبير هذا الملك حتى يدرك شهريار بن هرمزد مدرك الرجال ، فأسلمه إليه ) . فرضي بذلك فريق ، وأباه فريق . فممن أبي موسيل الأرمني ، وكان من عظماء المرازبة ، وقال لبهرام : ( أيها ( الإسبهبد ) [1] ، ليس لك أن تقوم بشئ من ذلك ، وكسرى صاحب الملك ووراثه في الأحياء ) ، فقال بهرام : من لم يرض فليرتحل عن المدائن ، فإني إن صادفت بعد ثالثة أحدا ممن لم يرض ثاويا بالمدائن ضربت عنقه . فارتحل موسيل الأرمني فيمن كان على رأيه ، وكانوا زهاء عشرين ألف رجل ، فساروا إلى آذربيجان ، فنزلوها ينتظرون قدوم كسرى من الروم ، ولم يزل بندوية محتبسا عند بهرام بن سياوشان ، فكان بهرام بن سياوشان يحسن إليه في المطعم والمشرب ليتخذ بذلك زلفة عنده ، لما ظن أن كسرى سينصرف ، ويرجع إليه الملك ، وكان إذا جن عليه الليل أخرجه من محبسه ، فأجلسه معه على شرابه ، فقال بندوية ذات ليلة لبهرام : يا بهرام ، إن ما أنتم فيه سيضمحل ، ويذهب لظلم بهرام شوبين واعتدائه . فقال بهرام : والله لأعرف ما تقول ، وإني لأهم بأمر . قال بندوية : وما هو ؟ قال : ( أقتل غدا بهرام شوبين ، وأريح الناس منه ، ليرجع الملك إلى نظامه وعنصره ) قال بندوية : أما إذ كان رأيك ، فأطلقني من قيدي ، ورد على دابتي وسلاحي ) ، ففعل . ولما أصبح بهرام بن سياوشان تدرع تحت ثيابه درعا ، واشتمل على السيف ، فأبصرت ذلك امرأته ، وكانت بنت أخت بهرام شوبين ، فاسترابت به ، وبعثت إلى بهرام تعلمه ذلك . وابتكر بهرام إلى الميدان ، فكان لا يمر به أحد من أصحابه إلا ضرب جنبه بالصولجان ، فلم يسمع حس [2] الدرع من أحد منهم ، حتى مر به بهرام
[1] كلمة فارسية lspehbed معناها قائد ، وفى الأصل إصبهبذ ، وهي تحريف ، فإصبهبذ مدينة في بلاد الدير . [2] الحسن بالكسر : الحركة والصوت .
90
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 90