نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 366
وإفريقية [1] خلفك ، فإن رأيت ما تحب انصرفت إلى الشام ، وإن تكن الأخرى اتسع لك المهرب نحو إفريقية ، فإنها أرض واسعة ، نائية منفردة . قال : صدقت ، لعمري ، وهو الرأي . فسار من حران حتى قطع الفرات ، وجعل يستقري مدن الشام ، فيستنهضهم ، فيروغون عنه ، ويهابون الحرب ، فلم يسر معه منهم إلى قليل . و سار أبو عون صاحب قحطبة في أثر مروان حتى انتهى إلى الشام ، وقصد دمشق ، فقتل من أهلها مقتلة عظيمة ، فيهم ثمانون رجلا من ولد مروان ابن الحكم . [ نهاية بني أمية ] ثم عبر الشام سائرا نحو مصر حتى وافاها ، واستعد مروان فيمن كان معه ، من أهل الوفاء له ، وكانوا نحوا من عشرين ألف رجل ، وسار مستقبلا أبا عون حتى التقى الفريقان ، فاقتتلوا . فلم يكن لأصحاب مروان ثبات ، فقتل منهم خلق ، وانهزم الباقون ، فتبددوا ، وهرب مروان على طريق إفريقية ، وطلبته الخيل ، فحال بينها وبينه الليل ، فعبر مروان النيل في سفينة ، فصار في الجانب الغربي ، وكان منجما [2] ، فقال لغلامه : - إني إن سلمت هذه الليلة رددت خيل خراسان على أعقابها حتى أبلغ خراسان . ثم نزل ، ودفع دابته إلى غلامه ، وخلع درعه ، فتوسدها ، ونام لشدة ما قد كان مر به من التعب ، ولم يكن معه دليل يدله على الطريق ، وخاف أن يوغل في تلك المفاوز ، فيضل .
[1] تذكر إفريقية في كتب التاريخ العربي ، ويقصد بها بلاد شمال إفريقية . [2] له دراية : علم النجوم والفلك .
366
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 366