نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 365
فأتاه كتاب أبي مسلم ، يأمره أن يوجه أبا عون العكي في ثلاثين ألف فارس من إبطال جنوده إلى مروان بن محمد بالزابين ، فيحاربه ، ويسير هو في بقية الجنود إلى واسط ، فيحارب يزيد بن عمر ، ليشغله عن توجيه المدد إلى مروان . ففعل قحطبة ذلك . * * * وبلغ مروان فصول أبي عون إليه بالجيوش من حلوان فاستقبله ، فالتقيا بشهرزور ، فاقتتلوا ، فانهزم أهل الشام حتى صاروا إلى مدينة حران . قال الهيثم : فحدثني إسماعيل بن عبد الله القسري ، أخو خالد بن عبد الله قال : ( دعاني مروان عند وصوله إلى حران ، وكنت أخص الناس عنده ، فقال لي : ( يا أبا هاشم ) - وما كناني قبل ذلك - . فقلت : ( لبيك يا أمير المؤمنين ) . قال : ( ترى ما قد نزل من الأمر ، وأنت الموثوق برأيه ، فما ترى ؟ ) . قلت : ( وعلام أجمعت يا أمير المؤمنين ؟ ) . قال : ( أجمعت على أن ارتحل بأهلي ، وولدي ، وخاصة أهل بيتي ، ومن اتبعني من أصحابي حتى أقطع الدرب ، وأصير إلى ملك الروم ، فاستوثق منه بالأمان ، ولا يزال يأتيني الخائف من أهل بيتي وجنودي حتى يكثف أمري ، وأصيب قوة على محاربة عدوي ) . قال إسماعيل : وذلك ، والله ، كان الرأي له عندي ، غير أني ذكرت سوء أثره في قومي ، ومعاداته إياهم ، وتحامله عليهم ، فصرفت الرأي عنه . وقلت له : ( يا أمير المؤمنين ، أعيذك بالله ، أن تحكم أهل الشرك في نفسك وحرمك ، لأن الروم لا وفاء لهم ) . قال : فما الرأي عندك ؟ قلت : الرأي أن تقطع الفرات ، وتستقري مدن الشام ، مدينة مدينة ، فإن لك بكل مدينة صنائع ونصحاء ، وتضمهم جميعا إليك ، وتسير حتى تنزل ببلاد مصر ، فهي أكثر أهل الأرض مالا ، وخيلا ، ورجالا ، فتجعل الشام أمامك ،
365
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 365