نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 354
الإخوان ، احتلفوا على السواء السوا ، والأواصر والإخا ، ما احتذى رجل حذا ، وما راح راكب واغتدى ، يحمله الصغار عن الكبار ، والأشرار عن الأخيار . آخر الدهر والأبد ، إلى انقضاء مدة الأمد ، وانقراض الآباء والولد ، حلف يوطأ ويثب ، ما طلع نجم وغرب ، خلطوا عليه دماهم ، عند ملك أرضاهم ، خلطها بخمر وسقاهم ، جز من نوصيهم أشعارهم ، وقلم عن أناملهم أظفارهم ، فجمع ذلك في صر ، ودفنه تحت ماء غمر ، في جوف قعر بحر آخر الدهر ، لا سهو فيه ولا نسيان ، ولا غدر ولا خذلان ، بعقد موكد شديد ، إلى آخر الدهر الأبيد ، ما دعا صبي أباه ، وما حلب عبد في أناة ، تحمل عليه الحوامل ، وتقبل عليه القوابل ، ماحل بعد عام قابل ، عليه المحيا والممات ، حتى ييبس الفرات ، وكتب في الشهر الأصم [1] عند ملك أخي ذمم ، تبع بن ملكيكرب ، معدن الفضل والحسب ، عليهم جميعا كفل ، وشهد الله الأجل ، الذي ما شاء فعل ، عقله من عقل ، وجهله من جهل ) . فلما قرئ عليهم هذا الكتاب تواقفوا على أن ينصر بعضهم بعضا ، ويكون أمرهم واحدا . فأرسل الكرماني إلى نصر : إن كنت تريد المحاربة فأبرز إلى خارج المدينة ) . فنادى نصر في جنوده من مضر . وخرج ، فعسكر ناحية من الصحراء ، وفعل الكرماني مثل ذلك . وخندق كل واحد منهما في عسكره ، ويسمى ذلك المكان إلى اليوم ( الخندقين ) . ووجه الكرماني محمد بن المثنى ، وأبا الميلاء الربعيين ، في ألف فارس ، من ربيعة ، وأمرهما أن يتقدما إلى عسكر نصر بن سيار . فأقبلا ، حتى إذا قاربا عسكره قال نصر لابنه تميم : - اخرج إلى القوم في ألف فارس من قيس وتميم .
[1] الشهر الأصم : هو رجب ، وسمي بذلك في الجاهلية لعدم سماع السلاح فيه .
354
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 354