نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 352
فغضب أحياء العرب للكرماني ، فاعتزلوا نصر بن سيار ، واجتمع إلى نصر المضرية ، فطابقوه وشايعوه . وكان للكرماني مولى من أبناء العجم ، ذو دهاء وتجربة ، وكان يخدمه في محبسه ، وكان الكرماني رجلا ضخما عظيم الجثة ، عريض ما بين المنكبين ، فقال له مولاه : - أتوطن نفسك على الشدة والمخاطرة حتى أخرجك من الحبس ؟ قال له الكرماني : وكيف تخرجني ؟ قال : إني قد عينت على ثقب ضيق ، يخرج منه ماء المطر إلى الفارقين ، فوطن نفسك على سلخ جلدك لضيق الثقب . قال الكرماني : لا بد من الصبر ، فاعمل ما أردت . فخرج مولاه إلى اليمانية ، فواطأهم ، ووطنهم في طريقه ، فلما جن الليل ، ونام الأحراس أقبل مولاه من خارج السور ، فوقف له على باب الثقب ، وأقبل الكرماني حتى أدخل رأسه في الثقب ، وبسط فيه يديه حتى نالت يداه كفى مولاه ، فاجتذبه اجتذابه شديدة ، سلخ بها بعض جلده ، ثم اجتذبه ثانية حتى انتهى به إلى النصف ، فإذا هو بحية في الثقب ، فنادى الكرماني مولاه : ( بذبخت ، مارمار ) أي ( حية قد عرضت ) ، ، فقال لمولاه : ( أمهلني ساعة ، حتى أفيق ، ويسكن ما بي من وجع الانسلاخ ) . فلما رجعت إلى الكرماني نفسه نزل من ذلك التل ، وأتي بدابة ركبها حتى انتهى إلى منزله ، واجتمعت إليه الأزد ، وسائر من بخراسان من اليمانية ، وانحازت ربيعة معهم . وبلغ نصر بن سيار الخبر ، فدعا بصاحب الحبس فضرب عنقه ، وظن أن ذلك كان بمواطاة منه .
352
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 352