نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 343
قالوا : عشرة آلاف دينار ، ومائتا ألف درهم . فقال : سلموه إلى مولاي عروة ، فدفعوه إليه . فقال لهم إبراهيم : إني قد رأيت أن أولي الأمر هناك أبا مسلم ، لما جربت من عقله ، وبلوت من أمانته ، وأنا موجهة معكم ، فاسمعوا له ، وأطيعوا أمره ، فإن والدي - رحمة الله عليه - قد كان وصف لنا صفته ، وقد رجوت أن يكون هو الذي يسوق إلينا الملك ، فعاونوه ، وكانفوه ، وانتهوا إلى رأيه ، وأمره . قالوا : سمعا وطاعة لك أيها الإمام . فانصرفوا ، وأبو مسلم معهم ، حتى صاروا إلى خراسان ، فتشمر أبو مسلم للدعاء ، وأخذ القوم بالبيعة ، ووجه كل رجل من أصحابه إلى ناحية من خراسان ، فكانوا يدورون بها كورة كورة ، وبلدا بلدا ، في زي التجار . فاتبعه عالم من الناس عظيم ، فواعدهم لظهوره يوما سماه لهم ، وولي على من بايعه في كل كورة رجلا من أهلها ، وتقدم إليهم بالاستعداد للخروج من ذلك اليوم الذي سماه لهم حتى أجاب جميع أرض خراسان ، سهلها وجبلها ، وأقصاها وأدناها . وبلغ في ذلك ما لم يبلغه أصحابه من قبله ، واستتب له الأمر على محبته ، وصار من أعظم الناس منزلا عند شيعته ، حتى كانوا يتحالفون به ، فلا يحنثون ، ويذكرونه ، فلا يملون . * * * وقد كان خالد بن عبد الله ولي العراقين عشر سنين ، أربعا في خلافة يزيد ابن عبد الملك ، وستا في خلافة هشام . فلما عزله هشام ، وولى مكانه يوسف بن عمر حاسبه يوسف ، فخرج عليه عشرة آلاف درهم ، قد كان وهبها للناس ، وبذرها - وكان من أسخى العرب - فحبسه يوسف بن عمر عنده في العراق .
343
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 343