نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 313
فلما أصبحوا نظر إبراهيم بن الأشتر ، فإذا القوم الذين اتهمهم قد ساروا تلك الليلة ، فلحقوا بعبد الملك بن مروان ، فقال لمصعب : - كيف رأيت رأيي ؟ . ثم زحف بعضهم إلى بعض ، فاقتتلوا ، فاعتزلت ربيعة ، وكانوا في ميمنة مصعب ، وقالوا لمصعب : لا نكون معك ولا عليك . وثبت مع مصعب أهل الحفاظ ، فقاتلوا ، وإمامهم إبراهيم بن الأشتر ، فقتل إبراهيم . فلما رأى مصعب ذلك ، استمات ، فترجل ، وترجل معه حماة أصحابه ، فقاتلوا حتى قتل عامتهم ، وانكشف الباقون عن مصعب . فحمل عليه عبد الله بن ظبيان ، فضربه من ورائه بالسيف ، ولا يشعر به مصعب ، فخر صريعا ، فنزل وأجهز عليه ، واحتز رأسه . فأتي به عبد الملك ، فحزن عليه حزنا شديدا ، وقال : متى تغدو قريش مثل مصعب ؟ وددت لو أنه قبل الصلح ، وإني قاسمته مالي . ولما قتل مصعب بن الزبير استأمن من بقي من أصحابه إلى عبد الملك ، فآمنهم . فقال عبد الله بن قيس الرقيات : لقد ورد المصرين خزي وذلة * قتيل بدير الجاثليق مقيم فما صبرت في الحرب بكر بن وائل * ولا ثبتت عند اللقاء تميم ولكنه ضاع الذمار فلم يكن * بها عربي عند ذاك كريم وكان قتل مصعب يوم الخميس للنصف من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين [1] . فارتحل عبد الملك بالناس حتى دخل الكوفة ، فدعاهم إلى البيعة ، فبايعوه . ثم جهز الجيوش إلى تهامة لمحاربة عبد الله بن الزبير ، وولى الحرب قدامة ابن مطعون ، وأمره بالمسير . . انصرف عبد الملك إلى الشام .