نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 312
وكتب إلى إبراهيم بن الأشتر فيمن كتب . فأقبل إبراهيم بالكتاب مختوما فناوله مصعبا ، وقال : - أيها الأمير ، هذا كتاب الفاسق عبد الملك بن مروان . قال له مصعب : فهلا قرأته . قال : ما كنت لأفضه ، ولا أقرأه إلا بعد قراءتك له . ففضه مصعب ، وإذا فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى إبراهيم ابن الأشتر ، أما بعد ، فإني أعلم أن تركك الدخول في طاعتي ليس إلا عن معتبة ، فلك الفرات وما سقى ، فأنجز إلي فيمن أطاعك من قومك ، والسلام ) . فقال مصعب : فما يمنعك يا ابن النعمان ؟ قال : لو جعل لي ما بين المشرق إلى المغرب ما أعنت بني أمية على ولد صفية . فقال مصعب : جزيت خيرا أبا النعمان . فقال إبراهيم لمصعب : أيها الأمير ، لست أشك أن عبد الملك قد كتب إلى عظماء أصحابك بنحو مما كتب إلي ، وانهم قد مالوا إليه ، فائذن لي في حبسهم إلى فراغك ، فإن ظفرت مننت بهم على عشائرهم ، وإن تكن الأخرى كنت قد أخذت بالحزم . قال مصعب : إذن يحتجوا علي عند أمير المؤمنين . فقال إبراهيم : أيها الأمير ، لا أمير المؤمنين والله لك اليوم ، وما هو إلا الموت ، فمت كريما . فقال مصعب : يا أبا النعمان ، إنما هو أنا وأنت فنقدم للموت . قال إبراهيم : إذن ، والله أفعل . قال : ولما نزلوا بدير الجاثليق [1] باتوا ليلتهم .
[1] الجاثليق رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام ، ويكون تحت يد بطريق أنطاكية ، ثم المطران تحت يده ، ثم الأسقف يكون في كل بلد من تحت المطران ، ثم القسيس ، ثم الشماس .
312
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 312