نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 290
محمد بن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب إلى إبراهيم بن الأشتر ، فأتيتهم في منزلهم رجلا رجلا ، فقلت : هل رأيت محمد بن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب ؟ فكل يقول : نعم ، وما أنكرت من ذلك ؟ فقلت في نفسي : إن لم استعملها من العجمي ، يعني أبا عمرة ، لم أطمع فيها من غيره . فأتيته في منزله ، فقلت : ما أخوفني من عاقبة أمرنا هذا أن ينصب الناس جميعا لنا ، فهل شهدت محمد بن الحنفية حين كتب ذلك الكتاب ؟ فقال : والله ما شهدته حين كتبه ، غير أن أبا إسحاق - يعني المختار - عندنا ثقة ، وقد أتانا بعلامات من ابن الحنفية ، فصدقناه . قال الشعبي : فعرفت عند ذلك كذب المختار ، وتمويهه ، فخرجت من الكوفة حتى لحقت بالحجاز ، فلم أشهد من تلك المشاهد شيئا . * * * قالوا : وكان على شرطة عبد الله بن مطيع بالكوفة إياس بن نضار العجلي ، وكان طريق إبراهيم بن الأشتر إذا ركب إلى المختار على باب داره ، فأرسل إلى إبراهيم : أنه قد كثر اختلافك في هذا الطريق ، فأقصر عن ذلك . فأخبر إبراهيم المختار بما أرسل إليه إياس ، فقال له المختار : ( تجنب ذلك الطريق ، وخذ في غيره ) . ففعل . وبلغ أياسا أن إبراهيم بن الأشتر لا يقلع عن إتيان المختار كل يوم ، فأرسل إليه : أن أمرك يريبني ، فلا أرينك راكبا ، ولا تبرحن منزلك ، فأضرب عنقك . فأخبر إبراهيم المختار بذلك . واستأذنه في قتله ، فأذن له . وإن إبراهيم ركب في جماعة من أهل بيته وما يليه ، وجعل طريقه على مجلس إياس ، فقال له إياس :
290
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 290