نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 286
( خلافة عبد الملك بن مروان ) وامتنع عمرو بن سعيد من البيعة ، ومات مروان ، وله ثلاث وستون سنة ، ثم ملك عبد الملك بن مروان سنة ست وستين ، فخرج عمرو بن سعيد بن العاص عليه ، فصار أهل الشام فرقتين : فرقة مع عبد الملك ، وفرقة مع عمرو بن سعيد . فدخلت بنو أمية وأشراف أهل الشام بينهما حتى اصطلحا ، على أن يكونا مشتركين في الملك ، وأن يكون مع كل عامل لعبد الملك شريك لعمرو بن سعيد ، وعلى أن اسم الخلافة لعبد الملك ، فإن مات عبد الملك فالخليفة من بعده عمرو بن سعيد ، وكتبا فيما بينهما كتابا ، وأشهدا عليه أشراف أهل الشام . وكان روح بن زنباع من أخص الناس بعبد الملك بن مروان ، فقال له ، وقد خلا به يوما : يا أمير المؤمنين ، هل من رأيك الوفاء لعمرو ؟ قال : ويحك يا ابن زنباع ، وهل اجتمع فحلان في هجمة قط إلا قتل أحدهما صاحبه ؟ وكان عمرو بن سعيد رجلا معجبا بنفسه ، متهاونا في أمره ، مغترا بأعدائه . ( قتل عمرو بن سعيد بن العاص ) ثم إن عمرا دخل على عبد الملك يوما ، وقد استعد عبد الملك للغدر به ، فأمر به ، فأخذ ، فأضجع ، وذبح ذبحا ، ولف في بساط . وأحس أصحاب عمرو بذلك ، وهم بالباب ، فتنادوا ، فأخذ عبد الملك خمسمائة صرة ، قد هيئت ، وجعل في كل صرة ألفا درهم ، فأمر بها ، فأصعدت إلى أعلى القصر ، فألقيت إلى أصحاب عمرو بن سعيد مع رأس عمرو ، فترك أصحابه الرأس ملقى ، وأخذوا المال ، وتفرقوا . فلما أصبح عبد الملك أخذ من أصحاب عمرو ومواليه خمسين رجلا ، فضرب أعناقهم ، وهرب الباقون ، فلحقوا بعبد الله بن الزبير .
286
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 286