نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 268
الحصين المجانيق على جبل أبي قبيس [1] ، وكانوا يرمون أهل المسجد . * * * فبينا هم كذلك إذ ورد على الحصين بن نمير موت يزيد بن معاوية ، فأرسل إلى عبد الله بن الزبير : ( أن الذي وجهنا لمحاربتك قد هلك ، فهل لك في الموادعة ؟ وتفتح لنا الأبواب ، فنطوف بالبيت ، ويختلط الناس بعضهم ببعض ) . فقبل ذلك ابن الزبير ، وأمر بأبواب المسجد ، ففتحت ، فجعل الحصين وأصحابه يطوفون بالبيت . فبينا الحصين يطوف بعد العشاء إذ استقبله ابن الزبير ، فأخذ الحصين بيده ، فقال له سرا : - هل لك في الخروج معي إلى الشام ؟ فأدعو الناس إلى بيعتك ، فإن أمرهم قد مرج [2] ، ولا أرى أحدا أحق بها اليوم منك ، ولست أعصي هناك . فاجتذب عبد الله بن الزبير يده من يده ، وقال ، وهو يجهر بقوله : ( دون أن أقتل بكل رجل من أهل الحجاز عشرة من أهل الشام ) . فقال الحصين : لقد كذب من زعم أنك من دهاة العرب ، أكلمك سرا ، وتكلمني علانية ، وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب . ثم انصرف في أصحابه إلى الشام ، ومر بالمدينة ، فبلغه انهم على محاربته ثانيا . فجمع إليه أهلها ، وقال : ( ما هذا الذي بلغني عنكم ؟ ) فاعتذروا إليه ، وقالوا : ( ما هممنا بذلك ) . وذكر أبو هارون العبدي ، قال : رأيت أبا سعيد الخدري ، ولحيته بيضاء ، وقد خف جانباها ، وبقي وسطها ، فقلت : ( يا أبا سعيد ، ما حال لحيتك ؟ )
[1] الجبل المشرف على مكة من غربيها ، وكان يسمى في الجاهلية ( الأمين ) لأنه استودع فيه الحجر الأسود . [2] اختلط وفسد .
268
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 268