نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 267
وبعث إلى علي بن عبد الله بن عباس ليؤتى به للبيعة ، فأخرج من منزله ، فأقبلوا به . فلقيه الحصين بن نمير ، فانتزعه من يد الجلاوزة [1] . وكان الحصين من أخوال علي بن عبد الله . فقال مسلم : ( إني إنما بعثت إليه للبيعة ، فائتني به ) . فأرسل إليه الحصين ، فجاء حتى بايع . وأرسلت بنت الأشعث بن قيس ، وكانت امرأة الحسين بن علي ، إلى مسلم ابن عقبة تعلمه أن منزلها انتهب ، فأمر برد جميع ما أخذ لها . ثم شخص بالجيش إلى مكة ، وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ، فتمثل يزيد . ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل حين حكت بقباء بركها * واستحر القتل في عبد الأشل فلما بلغ ابن عقبة هرشى [3] اعتل ، واشتدت علته ، ونزل به الموت ، فقال : أسندوني . فأسند ، فقال : ( إن أمير المؤمنين أمرني إن حدث بي في وجهي هذا حدث أن أستخلف الحصين ابن نمير على الجيش ، ولو كان الأمر إلى ما استخلفته ، لأن من شأن اليمانية الرقة ، غير أني لا أعصي أمير المؤمنين ) . ثم قال : ( يا حصين ، إذا وافيت مكة فناجز ابن الزبير الحرب من يومك ، ولا ترد أهل الشام عن شئ يريدونه بعدوهم ، ولا تجعل إذنك وعاء لقريش فيخدعوك ) . ثم مات ، وكانت به الذبحة . فتولى أمر الجيش الحصين بن نمير ، فسار حتى وافى مكة . وتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ، ونصب
[1] جمع جلواز بالكسر ، وهم الشرطة . ( 2 ) الرماح . [3] هرشي : ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة .
267
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 267