نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 235
قال مسلم : ( منعني منه خلتان : إحداهما كراهية هانئ لققله في منزله ، والأخرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الإيمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن ) . فقال شريك : ( أما والله لو قتلته لاستقام لك أمرك ، واستوسق لك سلطانك ) . ولم يعش شريك بعد ذلك إلا أياما ، حتى توفي ، وشيع ابن زياد جنازته ، وتقدم فصلى عليه . ولم يزل مسلم بن عقيل يأخذ البيعة من أهل الكوفة حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألف رجل في ستر ورفق . * * * وخفي على عبيد الله بن زياد موضع مسلم بن عقيل ، فقال لمولى له من أهل الشام يسمى معقلا ، وناوله ثلاثة آلاف درهم في كيس ، وقال : ( خذ هذا المال ، وانطلق ، فالتمس مسلم بن عقيل ، وتأت له بغاية التأتي ) . فانطلق الرجل حتى دخل المسجد الأعظم ، وجعل لا يدري كيف يتأتى الأمر ثم إنه نظر إلى رجل يكثر الصلاة إلى سارية من سواري المسجد ، فقال في نفسه : ( إن هؤلاء الشيعة يكثرون الصلاة ، وأحسب هذا منهم ) . فجلس الرجل حتى إذا انفتل من صلاته قام ، فدنا منه ، وجلس ، فقال : ( جعلت فداك ، إني رجل من أهل الشام ، مولى لذي الكلاع ، وقد أنعم الله على بحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحب من أحبهم ، ومعي هذه الثلاثة الآلاف [1] درهم ، أحب إيصالها إلى رجل منهم ، بلغني أنه قدم هذا المصر داعية للحسين بن علي عليه السلام ، فهل تدلني عليه لأوصل هذا المال إليه ؟ ليستعين به على بعض أموره ، ويضعه حيث أحب من شيعته ) . قال له الرجل : وكيف قصدتني بالسؤال عن ذلك دون غيري ممن هو في المسجد ؟ ) .