نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 234
ومرض شريك بن الأعور في منزل هانئ بن عروة مرضا شديدا ، وبلغ ذلك عبيد الله بن زياد ، فأرسل إليه يعلمه أنه يأتيه عائدا . فقال شريك لمسلم بن عقيل : ( إنما غايتك وغاية شيعتك هلاك هذا الطاغية ، وقد أمكنك الله منه ، هو صائر إلى ليعودني ، فقم ، فادخل الخزانة حتى إذا اطمأن عندي ، فاخرج إليه ، فقاتله ، ثم صر إلى قصر الإمارة ، فاجلس فيه ، فإنه لا ينازعك فيه أحد من الناس ، وإن رزقني الله العافية صرت إلى البصرة ، فكفيتك أمرها ، وبايع لك أهلها ) . فقال هانئ بن عروة : ( ما أحب أن يقتل في داري ابن زياد ) . فقال له شريك : ( ولم ؟ فوالله إن قتله لقربان إلى الله ) . ثم قال شريك لمسلم : ( لا تقصر في ذلك ) . فبينما هم على ذلك إذ قيل لهم : ( الأمير بالباب ) . فدخل مسلم بن عقيل الخزانة ، ودخل عبيد الله بن زياد على شريك ، فسلم عليه ، وقال : ( ما الذي تجد وتشكو ؟ ) . فلما طال سؤاله إياه استبطأ شريك خروج مسلم ، وجعل يقول ، ويسمع مسلما : ما تنظرون بسلمى عند فرصتها * فقد وفى ودها ، واستوسق الصرم [1] وجعل يردد ذلك . فقال ابن زياد لهانئ : ( أيهجر ؟ ) - يعني يهذي - . قال هانئ : ( نعم ، أصلح الله الأمير ، لم يزل هكذا منذ أصبح ) . ثم قام عبيد الله وخرج ، فخرج مسلم بن عقيل من الخزانة ، فقال شريك : ( ما الذي منعك منه إلا الجبن والفشل ؟ ) .
[1] استوسق الأمر إذا أمكن ، والصرم : الطائفة المجتمعة من القوم .
234
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 234