نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 158
قال عمرو : ( أما ابن أبي حذيفة فما يغمك من خروجه من سجنه في أصحابه ، فأرسل في طلبه الخيل ، فإن قدرت عليه قدرت ، وإن لم تقدر عليه لم يضرك ، وأما قيصر ، فاكتب إليه تعلمه ، أنك ترد عليه جميع من في يديك من أسارى الروم ، وتسأله الموادعة والمصالحة تجده سريعا إلى ذلك ، راضيا بالعفو منك ، وأما علي بن أبي طالب فإن المسلمين لا يساوون بينك وبينه ) . قال معاوية : ( إنه مالأ على قتل عثمان ، وأظهر الفتنة ، وفرق الجماعة ) . قال عمرو : ( إنه وإن كان كذلك ، فليست لك مثل سابقته وقرابته ، ولكن ما لي أن شايعتك على أمرك حتى تنال ما تريد ؟ ) . قال : ( حكمك ) . قال عمرو : ( اجعل لي مصر طعمة ما دامت لك ولاية ) . فتلكأ معاوية ، وقال : ( يا عبد الله ، لو شئت أن أخدعك خدعتك ) . قال عمرو : ( ما مثلي يخدع ) . قال له معاوية : ( ادن مني أسارك ) . فدنا عمرو منه ، فقال : ( هذه خدعة ، هل ترى في البيت غيري وغيرك ) ثم قال : ( يا عبد الله ، أما تعلم أن مصر مثل العراق ؟ ) . قال عمرو : ( غير أنها إنما تكون لي إذا كانت لك الدنيا ، وإنما تكون لك إذا غلبت عليا ) . فتلكأ عليه ، وانصرف عمرو إلى رحله ، فقال عتبة لمعاوية : ( أما ترضى أن تشتري عمرا بمصر إن صفت لك قليتك [1] لا تغلب على الشام ) . وقال معاوية : ( بت عندنا ليلتك هذه ) ، فبات عتبة عنده ، فلما أخذ معاوية مضجعه أنشأ عتبة :