نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 157
وفتح معاوية الكتاب فقرأه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد فقد لزمك ومن قبلك من المسلمين بيعتي ، وأنا بالمدينة ، وأنتم بالشام ، لأنه بايعني الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم . فليس للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد ، وإنما الأمر في ذلك للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل مسلم ، فسموه إماما ، كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم أحد بطعن فيه أو رغبة عنه رد إلى ما خرج منه ، فإن أبي قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ، ويصله جهنم وساءت مصيرا ، فادخل فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار ، فإن أحب الأمور فيك وفيمن قبلك العافية ، فإن قبلتها وإلا فائذن بحرب ، وقد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه الناس ، ثم حاكم القوم إلي ، أحملك وإياهم على ما في كتاب الله وسنة نبيه ، فأما تلك التي تريدها ، فإنما هي خدعة الصبي عن الرضاع ) . فجمع معاوية إليه أشراف أهل بيته ، فاستشارهم في أمره ، فقال أخوه عتبة بن أبي سفيان : ( استعن على أمرك بعمرو بن العاص ) وكان مقيما في ضيعة له من حيز فلسطين ، قد اعتزل الفتنة . فكتب إليه معاوية ( أنه قد كان من أمر علي في طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين ما بلغك ، وقد قدم علينا جرير بن عبد الله في أخذنا ببيعة علي ، فحبست نفسي عليك ، فأقبل ، أناظرك في ذلك ، والسلام ) . فسار ومعه ابناه عبد الله ومحمد حتى قدم على معاوية ، وقد عرف حاجة معاوية إليه ، فقال له معاوية : ( أبا عبد الله ، طرقتنا في هذه الأيام ثلاثة أمور ، ليس فيها ورد ولا صدر ) ، قال : ( وما هن ؟ ) قال : ( أما أولهن ، فإن محمد بن أبي حذيفة كسر السجن وهرب نحو مصر فيمن كان معه من أصحابه ، وهو من أعدى الناس لنا ، وأما الثانية فإن قيصر الروم قد جمع الجنود ليخرج إلينا فيحاربنا على الشام ، وأما الثالثة فإن جريرا قدم رسولا لعلي بن أبي طالب يدعونا إلى البيعة له أو إيذان بحرب ) .
157
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 157