نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 142
فقام العبسي ، فقال : ( أيها الناس ، هل فيكم أحد من عبس ؟ ) قالوا : نعم . قال : فاسمعوا مني ، وافهموا عني ، أني قد خلفت بالشام خمسين ألف شيخ خاضبي لحاهم بدموع أعينهم تحت قميص عثمان ، رافعيه على أطراف الرماح ، قد عاهدوا الله ألا يشيموا [1] سيوفهم حتى يقتلوا قتلته ، أو تلحق أرواحهم بالله ) . فقام إليه خالد بن زفر العبسي ، فقال : بئس لعمر الله وافد الشام أنت ، أتخوف المهاجرين والأنصار بجنود أهل الشام وبكائهم على قميص عثمان ، فوالله ما هو بقميص يوسف ولا بحزن يعقوب ، ولئن بكوا عليه بالشام ، فقد خذلوه بالعراق ) . ثم إن المغيرة بن شعبة دخل على علي رضي الله عنه ، فقال : ( يا أمير المؤمنين ، إن لك حق الصحبة ، فأقر معاوية على ما هو عليه من أمرة الشام ، وكذلك جميع عمال عثمان ، حتى إذا أتتك طاعتهم وبيعتهم استبدلت حينئذ أو تركت ) ، فقال علي رضي الله : ( أنا ناظر في ذلك ) . وخرج عنه المغيرة ثم عاد إليه من غد ، فقال : ( يا أمير المؤمنين ، إني أشرت أمس عليك برأي ، فلما تدبرته عرفت خطاه ، والرأي أن تعاجل معاوية وسائر عمال عثمان بالعزل ، لتعرف السامع المطيع من العاصي ، فتكافئ كلا بجزائه ) ثم قام ، فتلقاه ابن عباس داخلا ، فقال لعلي رضي الله عنه : ( فيم أتاك المغيرة ؟ ) فأخبره علي بما كان من مشورته بالأمس ، وما أشار عليه بعد ، فقال ابن عباس : ( أما أمس فإنه نصح لك ، وأما اليوم فغشك . ) وبلغ المغيرة ذلك ، فقال : ( صدق ابن عباس ، نصحت له ، فلما رد نصحي بدلت قولي ) ، ولما خاض الناس في ذلك سار المغيرة إلى مكة ، فأقام بها ثلاثة أشهر ، ثم انصرف إلى المدينة . ثم إن عليا رضي الله عنه نادى في الناس بالتأهب للمسير إلى العراق ، فدخل عليه سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، ومحمد بن مسلمة ،
[1] شام السيف شيما : سله أو أغمده وهو من الأضداد .
142
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 142