نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 141
رضي الله عنه اثنتي عشرة سنة ، فواتاه الناس على السير إلا ثلاثة نفر : سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري . وبعث علي رضي الله عنه عماله إلى الأمصار ، فاستعمل عثمان بن حنيف على البصرة ، وعمارة بن حسان على الكوفة ، وكانت له هجرة ، واستعمل عبد الله ابن عباس على جميع أرض اليمن ، واستعمل قيس بن سعد بن عبادة على مصر ، واستعمل سهل بن حنيف على الشام . فأما سهل فإنه لما انتهى إلى تبوك ، وهي تخوم أرض الشام استقبله خيل لمعاوية ، فردوه ، فانصرف إلى علي ، فعلم علي رضي الله عنه عند ذلك أن معاوية قد خالف ، وأن أهل الشام بايعوه . وحضر الموسم ، فاستأذن الزبير وطلحة عليا في الحج ، فأذن لهما ، وقد كانت عائشة أم المؤمنين خرجت قبل ذلك معتمرة ، وعثمان محصور ، وذلك قبل مقتله بعشرين يوما ، فلما قضت عمرتها أقامت ، فوافاها الزبير وطلحة . وكتب علي بن أبي طالب إلى معاوية ( أما بعد ، فقد بلغك الذي كان من مصاب عثمان رضي الله عنه ، واجتماع الناس علي ومبايعتهم لي ، فأدخل في السلم أو ائذن بحرب ) . وبعث الكتاب مع الحجاج بن غزية الأنصاري ، فلما قدم على معاوية ، وأوصل كتاب علي إليه ، فقرأه ، فقال : ( انصرف إلى صاحبك ، فإن كتابي مع رسولي على أثرك ) ، فانصرف الحجاج ، وأمر معاوية بطومارين [1] ، فوصل أحدهما بالآخر ، ولفا ، ولم يكتب فيهما شيئا إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، وكتب على العنوان ( من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب ) . ثم بعث به مع رجل من عبس ، له لسان وجسارة ، فقدم العبسي على علي ، فناوله الكتاب ، ففتحه ، فلم ير فلم فيه شيئا ، إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، وعند علي وجوه الناس .