نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 387
[ خلافة هارون الرشيد ] وفي ذلك العام استخلف هارون الرشيد ، وحج ، وانصرف إلى المدينة ، فوضع لأهلها العطاء ، وأجزل لهم . وأقبل إلى العراق فوافى الكوفة ، وعقد لأبي العباس الطوسي على خراسان ، فلبث عليها عامين ، ثم عزله . واستعمل عليها محمد بن الأشعث . وفي سنة أربع وسبعين ومائة وقعت العصبية بأرض الشام بين المضرية واليمانية ، فتحاربوا حتى قتل من الفريقين بشر كثير . وحج الرشيد في ذلك العام بالناس ومعه ابناه محمد ، وعبد الله ، وكتب بينهما كتابا بولاية العهد لمحمد ، ومن بعده لعبد الله المأمون ، وعلق الكتاب في جوف الكعبة ، ثم انصرف إلى مدينة السلام . واستعمل على خراسان الغطريف بن عطاء . * * * قال علي بن حمزة الكسائي : ولأني الرشيد تأديب محمد وعبد الله ، فكنت أشدد عليهما في الأدب ، وآخذهما به أخذا شديدا ، وبخاصة محمدا ، فاتتني ذات يوم خالصة جارية أم جعفر . فقالت : يا كسائي ، إن السيدة تقرأ عليك السلام ، وتقول لك ، حاجتي إليك أن ترفق بابني محمد ، فإنه ثمرة فؤادي وقرة عيني ، وأنا أرق عليه رقة شديدة . فقلت لخالصة : إن محمدا مرشح للخلافة بعد أبيه ، ولا يجوز التقصير في تأديبه . فقالت خالصة : إن لرقة السيدة سببا ، أنا مخبرتك به . أنها في الليلة التي ولدته أريت في منامها كان أربع نسوة أقبلن إليه ، فاكتنفنه عن يمينه وشماله ، وأمامه وورائه ، فقالت التي بين يديه : ( ملك قليل العمر ، ضيق الصدر ، عظيم الكبر ، واهي الأمر ، كثير الوزر ، شديد الغدر ) ،
387
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 387