نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 388
وقالت التي من ورائه : ( ملك قصاف ، مبذر متلاف ، قليل الإنصاف ، كثير الإسراف ) ، وقالت التي عن يمينه : ( ملك ضخم ، قليل الحلم ، كثير الإثم ، قطوع للرحم ) ، وقالت التي عن يساره : ( ملك غدار ، كثير العثار ، سريع الدمار ) . ثم بكت خالصة ، وقالت : ( يا كسائي ، وهل يغني الحذر ؟ ) . وذكر عن الأصمعي قال : دخلت على الرشيد ، وكنت غبت عنه حولين بالبصرة ، فأومأ إلي بالجلوس قريبا منه ، فجلست قليلا ، ثم نهضت ، فأومأ إلي أن اجلس ، فجلست ، حتى خف الناس . ثم قال لي : - يا أصمعي ، ألا تحب أن ترى محمدا وعبد الله ؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، إني لأحب ذلك ، وما أردت القيام إلا إليهما ، لأسلم عليهما . قال : تكفي . ثم قال : علي بمحمد وعبد الله . فانطلق الرسول . وقال : أجيبا أمير المؤمنين . فأقبلا ، كأنهما قمرا أفق ، قد قاربا خطأهما ، وضربا ببصرهما الأرض حتى وقفا على أبيهما ، فسلما عليه بالخلافة ، وأومأ إليهما ، فدنيا منه ، فأجلس محمدا عن يمينه ، وعبد الله عن شماله . ثم أمرني بمطارحتهما ، فكنت لا ألقي عليهما شيئا من فنون الأدب إلا أجابا فيه وأصابا . فقال : كيف ترى أدبهما ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، ما رأيت مثلهما في ذكائهما وجودة ذهنهما ، فأطال الله بقاءهما ، ورزق الأمة من رأفتهما ومعطفتهما . فضمهما إلى صدره ، وسبقته عبرته حتى تحدرت دموعه .
388
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 388