نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 351
من داره ، وبايعوه ، وقالوا له : ( أنت شيخ قومك وسيدهم ، فاطلب بثأر ابن عمك الوليد بن يزيد ) . فاستعد مروان بجنوده في تميم ، وقيس ، وكنانة ، وسائر قبائل مضر ، وسار نحو مدينة دمشق . وبلغ ذلك إبراهيم بن الوليد ، فتحصن في قصره . ودخل مروان بن محمد دمشق ، فأخذ إبراهيم بن الوليد وولي عهده عبد العزيز ابن الحجاج فقتلهما ، وهرب محمد بن خالد بن عبد الله القسري نحو العراق حتى أتى الكوفة ، فنزل في دار عمرو بن عامر البجلي ، فاستخفى فيها ، وعلى الكوفة يومئذ زياد بن صالح الحارثي ، عاملا ليزيد بن عمر بن هبيرة . [ مروان بن محمد ] واستدف الملك لمروان بن محمد ، وأعطاه أهل البلدان الطاعة ، ثم إن العصبية وقعت بخراسان بين المضرية واليمانية . وكان سبب ذلك ، أن جديع بن علي المعروف بالكرماني كان سيد من بأرض خراسان من اليمانية ، وكان نصر بن سيار متعصبا على اليمانية ، مبغضا لهم ، فكان لا يستعين بأحد منهم ، وعادى أيضا ربيعة لميلها إلى اليمانية ، فعاتبه الكرماني في ذلك . فقال له نصر : ما أنت وذاك ؟ قال الكرماني : إنما أريد بذلك صلاح أمرك ، فإني أخاف أن تفسد عليك سلطانك ، وتحمل عليك عدوك هذا المطل ، يعني المسودة [1] . قال له نصر : أنت شيخ قد خرفت . فأسمعه الكرماني كلاما غليظا ، فغضب نصر ، وأمر بالكرماني إلى الحبس ، فحبس في القهندز ، وهي القلعة العتيقة .