نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 227
( مبايعة يزيد ) وانصرف يزيد فدخل الجامع ، ودعا الناس إلى البيعة ، فبايعوه ، ثم انصرف إلى منزله . ومات معاوية وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وعلى مكة يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية ، وعلى الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد . فلم تكن ليزيد همة إلا بيعة هؤلاء الأربعة نفر ، فكتب إلى الوليد بن عتبة يأمره أن يأخذهم بالبيعة أخذا شديدا لا رخصة فيه ، فلما ورد ذلك على الوليد قطع به وخاف الفتنة ، فبعث إلى مروان ، وكان الذي بينهما متباعدا ، فأتاه ، فأقرأه الوليد الكتاب واستشاره . فقال له مروان : ( أما عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر فلا تخافن ناحيتهما ، فليسا بطالبين شيئا من هذا الأمر ، ولكن عليك بالحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ، فابعث إليهما الساعة ، فإن بايعا وإلا فاضرب أعناقهما قبل أن يعلن الخبر ، فيثب كل واحد منهما ناحية ، ويظهر الخلاف ) . فقال الوليد لعبد الله بن عمرو بن عثمان ، وكان حاضرا - وهو حينئذ غلام حين راهق - : ( انطلق يا بني إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ، فادعهما ) . فانطلق الغلام حتى أتى المسجد ، فإذا هو بهما جالسين ، فقال : ( أجيبا الأمير ) . فقالا للغلام : ( انطلق ، فإنا صائران إليه على أثرك ) . فانطلق الغلام . فقال ابن الزبير للحسين رضي الله عنه : ( فيم تراه بعث إلينا في هذه الساعة ؟ ) . فقال الحسين : ( أحسب معاوية قد مات ، فبعث إلينا للبيعة ) . قال ابن الزبير : ( ما أظن غيره ) . وانصرفا إلى منازلهما . * * * فأما الحسين فجمع نفرا من مواليه وغلمانه ، ثم مشى نحو دار الإمارة ، وأمر فتيانه أن يجلسوا بالباب ، فإن سمعوا صوته اقتحموا الدار .
227
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 227