نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 130
( يوم مدينة تستر ) فأقبل الهرمزان حتى وافى مدينة تستر ( 1 ) ، فنزلها ، ورم حصنها ، وجمع الميرة فيها لحصار ، إن رهقه ( 2 ) ، وأرسل فيما يليه يستنجدهم ، فوافاه بشر عظيم ، فكتب أبو موسى إلى عمر ، يخبره الخبر ، فكتب عمر رضي الله عنه إلى عمار بن ياسر ، يأمره أن يوجه النعمان بن مقرن في ألف رجل من المسلمين إلى أبي موسى ، فكتب عمار إلى جرير ، وكان مقيما بجلولاء ، يأمره باللحاق بأبي موسى ، فخلف جرير بجلولاء عروة ابن قيس البجلي في ألفي رجل من العرب ، وسار ببقية الناس حتى لحق بأبي موسى ، فكتب أبو موسى إلى عمر يستزيده من المدد ، فكتب عمر إلى عمار يأمره أن يستخلف عبد الله بن مسعود على الكوفة في نصف الناس ، ويسير بالنصف الآخر حتى يلحق بأبي موسى ، فسار عمار حتى ورد على أبي موسى ، وقد وافاه جرير من ناحية جلولاء . فلما توافت العساكر عند أبي موسى ارتحل بالناس ، وسار حتى أناخ على تستر ، وتحصن الهرمزان منه في المدينة ، ثم تأهب للحرب ، وخرج إلى أبي موسى ، وعبى أبو موسى المسلمين ، فجعل على ميمنته البراء بن مالك أخا أنس بن مالك ، وعلى ميسرته مجزأة بن ثور البكري ، وعلى جميع الناس أنس بن مالك ، وعلى الرجالة سلمة بن رجاء . وتزاحف الفريقان فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى كثرت القتلى بين الفريقين ، ثم أنزل الله نصره ، فانهزمت الأعاجم حتى دخلوا مدينة تستر ، فتحصنوا بها ، وقتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور ، وقتل من الأعاجم في المعركة ألف رجل ، وأسر منهم ستمائة أسير ، فقدمهم أبو موسى ، فضرب أعناقهم .
أعظم مدينة بخوزستان ، معرب شوشتر ، ومعناه التفضيل في الطيب والنزهة ، وهي مركز تجاري هام ، وسكانها شيعيون من العرب والإيرانيين ، وقد سميت بلدهم ( دار المؤمنين ) لشدة ورعهم . وإليها ينسب سهل التستري من علماء الصوفية . ( 2 ) غشيه وأرهقه . -
130
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 130