نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 131
وأقام المسلمون على باب مدينة تستر أياما كثيرة ، وحاصروا العجم بها ، فخرج ذات ليلة رجل من أشراف أهل المدينة ، فأتى أبا موسى مستسرا ، فقال ( تؤمنني على نفسي وأهلي وولدي ومالي وضياعي حتى أعمل في أخذك المدينة عنوة ؟ قال أبو موسى : إن فعلت فلك ذلك . قال الرجل ، وكان اسمه سينه : ابعث معي رجلا من أصحابك . فقال أبو موسى : من رجل يشري نفسه ، ويدخل مع هذا العجمي مدخلا لا آمن عليه فيه الهلاك ، ولعل الله أن يسلمه ، فإن يهلك فإلى الجنة ، وإن يسلم عمت منفعته جميع الناس ؟ . فقام رجل من بني شيبان ، يقال له ( الأشرس بن عوف ) ، فقال : أنا . فقال أبو موسى ( امض ، كلاك الله ) . فمضى حتى خاض به دجيل [1] ، ثم أخرجه من سرب [2] حتى انتهى به إلى داره ، ثم أخرجه من داره ، وألقى عليه طيلسانا [3] ، وقال : امش ورائي كأنك من خدمي . ففعل ، فجعل سينه يمر به في أقطار المدينة طولا وعرضا ، حتى انتهى به إلى الأحراس الذين يحرسون أبواب المدينة ، ثم انطلق حتى مر به على الهرمزان ، وهو على باب قصره ، ومعه ناس من مرازبته ، وشمع أمامه ، حتى نظر الرجل إلى جميع ذلك ، ثم انصرف إلى داره ، وأخرجه من ذلك السرب ، حتى أتى به أبا موسى ، فأخبره الأشرس بجميع ما رأى ، وقال : وجه معي مائتي رجل حتى أقصد بهم الحرس ، فأقتلهم ، وأفتح لك الباب ، ووافنا أنت بجميع الناس . فقال أبو موسى : من يشتري نفسه لله ، فيمضي مع الأشرس ؟ . فانتدب مائتا رجل ، فمضوا مع الأشرس وسينة حتى دخلوا من ذلك النقب ، وخرجوا في دار سينه ، وتأهبوا للحرب ، ثم خرجوا والأشرس أمامهم ، حتى انتهوا إلى باب المدينة ، وأقبل أبو موسى في جميع الناس حتى وافوا الباب من خارج ، وأقبل
[1] نهر صغير متشعب من دجلة . [2] السرب حفير تحت الأرض أو القناة الجوفاء التي يدخل منها الماء . [3] معرب من الفارسية ، وهو نوع من الأكسية أسود اللون .
131
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 131