نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 98
وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين ، فقال لطيئ : من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي ؟ اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت . فقال طيئ : البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا ، وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء . فقال الأسود : اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد . فاتعدا لوقت ، فقال طيئ لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون ، وهم جديلة طيئ ، وكان طيئ لها مؤثرا ، فقال لجندب : قاتل عن مكر متك . فقالت أمه : والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل ! فقال طيئ : ويحك إنما خصصته بذلك . فأبت ، فقال طيئ لعمرو بن الغوث بن طيئ : فعليك يا عمرو الرجل فقاتله . فقال عمرو : لا أفعل ، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيئ بعد طيئ : يا طيئ أخبرني ، ولست بكاذب ، وأخوك صادقك الذي لا يكذب أمن القضية أن ، إذا استغنيتم وأمنتم ، فأنا البعيد الا جنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة ، أشجتكم ، فأنا الحبيب الأقرب عجبا لتلك قضيتي ، وإقامتي فيكم ، على تلك القضية ، أعجب ألكم معا طيب البلاد ورعيها ، ولي الثماد ورعيهن المجدب وإذا تكون كريهة أدعى لها ، وإذا يحاس الحيس يدعى جندب هذا لعمر كم الصغار بعينه ، لا أم لي ، إن كان ذاك ، ولا أب فقال طيئ : يا بني إنها أكرم دار في العرب . فقال عمرو : لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب . فقال له طيئ : لك شرطك . فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد فقال : يا عمرو إن شئت صار عتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك . فقال عمرو : الصراع أحب إلي فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع . وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيئ قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها ، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها ، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه : يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي . فقال الأسود : خدعتني . فقال عمرو : الحرب خدعة ، فصارت مثلا ، فرماه عمرو ففلق قبله وخلص الجبلان لطيئ ، فنزلهما بنو الغوث ، ونزلت جديلة السهل منهما لذلك . قال عبيد الله الفقير إليه : في هذا الخبر نظر من وجوه ، منها أن جندبا هو الرابع من ولد طيئ فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الامر ؟ ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو ابن الغوث ، وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغير هما من الرواة الثقات لهانئ بن أحمر الكناني شاعر جاهلي . ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السهم إلا برجوعها ؟ والحديد إذا اعوج لا يرجع البتة . ثم كيف يصح في العقل أن قوسا بزرافين ؟ هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر . وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا ، وهو أن الأسود لما أفلت
98
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 98