نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 95
حتى نذر بهما إخوة سلمى ، وهم الغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وزوجها . فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء ، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى ، فقتلوها هناك ، فسمي الجبل باسمها . ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين ، فقتلوها هناك ، فسمي المكان بها . ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجإ ، فقتلوه فيه ، فسمي به . وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم ، فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه ، قال عبيد الله الفقير إليه : وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة ، لأنه جبل مذكر ، سمي باسم رجل ، وهو مذكر . وكأن غاية ما التزموا به قول امرئ القيس : أبت أجأ أن تسلم العام جارها ، فمن شاء فينهض لها من مقاتل وهذا لا حجة لهم فيه ، لان الجبل بنفسه لا يسلم أحدا ، إنما يمنع من فيه من الرجال . فالمراد : أبت قبائل أجإ ، أو سكان أجإ ، وما أشبهه ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، يدل على ذلك عجز البيت ، وهو قوله : فمن شاء فلينهض لها من مقاتل والجبل نفسه لا يقاتل ، والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد ، ووقف على هذا من كلامنا نحوي من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم ، فكان غاية ما قاله : أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال : أبت أجأ . فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك ، فقلت له : هذا خلاف لكلام العرب ، ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت : يسقون من ورد البريس عليهم بردى ، يصفق بالرحيق السلسل لم يرو أحد قط يصفق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفق ماء بردى ، فرده إلى المحذوف وهو الماء ، ولم يرده إلى الظاهر ، وهو بردى . ولو كان الامر على ما ذكرت ، لقال : تصفق ، لان بردى مؤنث لم يجئ على وزنه مذكر قط . وقد جاء الرد على المحذوف تارة ، وعلى الظاهر أخرى ، في قول الله ، عز وجل : وكم من قرية أهكلناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون ، ألا تراه قال : فجاءها فرد على الظاهر ، وهو القرية ، ثم قال : أو هم قائلون فرد على أهل القرية وهو محذوف ، وهذا ظاهر ، لا إشكال فيه . وبعد فليس هنا ما يتأول به التأنيث ، إلا أن يقال : إنه أراد البقعة فيصير من باب التحكم ، لان تأويله بالمذكر ضروري ، لأنه جبل ، والجبل مذكر ، وإنه سمي باسم رجل با جماع كما ذكرنا ، وكما نذكره بعد في رواية أخرى ، وهو مكان وموضع ومنزل وموطن ومحل ومسكن . ولو سألت كل عربي عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل ، ولم يقل بقعة . ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة . ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف ، مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر ، حتى إن أكثر النحويين قد رجحوا أقوال الكوفيين في هذه المسألة ، وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها البيت الذي احتجوا به وقد مر ، وهو قول امرئ القيس : أبت أجأ ، ومنها قول عارق الطائي : ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة ، إذا استحقبتها العبس تنضى من البعد
95
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 95