responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 63


في قول بشر بن أبي خازم :
ألا بان الخليط ولم يزاروا ، وقبلك في الظعائن مستعار أسائل صاحبي ، ولقد أراني بصيرا بالظعائن حيث صاروا تؤم بها الحداة مياه نخل ، وفيها عن أبانين ازورار أبان : جبل معروف ، وقيل أبانين ، لأنه يليه جبل نحو منه يقال له شروري ، فغلبوا أبانا عليه ، فقالوا أبانان ، كما قالوا العمران لابي بكر وعمر ، وله نظائر . ثم للنحويين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني .
قالوا : تقول هذان أبانان حسنين ، تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة ، لان الأماكن لا تزول ، فصار كالشئ " الواحد ، وخالف الحيوان . إذا قلت هذان زيدان حسنان ، ترفع النعت ههنا ، لأنه نكرة وصفت بها نكرة ، وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا : إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيت ، بل وضعت من المبتدأ مثناة مجموعة ، فهي صيغة مرتجلة ، فأبانان علم لجبلين ، وليس كل واحد منهما أبانا على انفراده ، بل أحدهما أبان ، والآخر متالع .
قال أبو سعيد : وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع ، فتكون معرفة بغير لام ، وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا ، نحو أبانين وعرفات ، وإنما فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين ولا لرجال بأعيانهم ، وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه ، فإذا قالوا رأيت أبانين ، فإنما يعنون هذين الجبلين بأعيانهما المشار إليهما ، لأنهم جعلوا أبانين اسما لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما ، ولا يزولان ، وليس هذا في الأناسي ، لان كل واحد من الأناسي يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان ، والأماكن لا تزول ، فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب والخصب ، ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون الآخر ، فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شئ .
والإنسانان يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما دون الآخر ، ولا يقال أبان الغربي وأبان الشرقي .
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش : قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر ، وأنشد بيت لبيد المذكور قبيل . قال أبو سعيد : وهذا يجوز في كل اثنين يصطحبان ولا يفارق أحد هما صاحبه في الشعر وغيره ، وقال أبو ذؤيب :
فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك ، فهي عور تدمع ويقال : لبس زيد خفه ونعله ، والمراد النعلين والخفين . قالوا : والنسبة إلى أبانين أباني ، كما قال الشاعر :
ألا أيها البكر الأباني ! إنني وإياك في كلب لمغتربان تحن وأبكي ، إن ذا لبلية ، وإنا على البلوى لمصطحبان وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب ، بعد حرب البسوس ، تنقل في القبائل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو جنب ، وهم ستة رجال : منبه ، والحارث ، والعلي ، وسيحان ، وشمران ، وهفان .
يقال لهؤلاء الستة : جنب ، لأنهم جانبوا أخاهم صداء ، فنزل فيهم مهلهل ، فخطبوا إليه مية أخته ، فامتنع ،

63

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست