نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 490
وقالوا : إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح ، فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله ، فنادى في قومه : إن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافونهم ؟ فاجترأوا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة ، وأخذ الراية أخوه ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ، ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان ، فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي : وإن لنا قبرين قبر بلنجر ، وقبرا بصين أستان يا لك من قبر ! فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ، وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة ، وقيل سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم ، فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت ، فهم يستسقون به إذا قحطوا . وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي ، وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق : شرف تزيد بالعراق إلى الذي عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز : بالزاي : ناحية من سر نديب في بحر الهند ، يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها ، والفساد مع ذلك يسرع إليها ، قاله نصر . بلنسية : السين مهملة مكسورة ، وياء خفيفة : كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير ، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة ، وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار ، وتعرف بمدينة التراب ، وتتصل بها مدن تعد في جملتها ، والغالب على شجرها القراسيا ، ولا يخلو منه سهل ولا جبل ، وينبت بكورها الزعفران ، وبينها وبين تدمير أربعة أيام ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام ، وكان الروم قد ملكوها سنة 487 ، واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95 ، وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس ، بينها وبين البحر فرسخ ، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي : إن كان واديك نيلا لا يجاز به ، فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا ؟ إن كان ذنبي خروجي من بلنسية ، فما كفرت ولا بدلت تبديلا دع المقادير تجري في أعنتها ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي : خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا ، وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا ؟ هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا ، أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا ؟ بلادي التي راشت قويدمتي بها فريخا ، وآوتني قرارتها وكرا أعيذكم ! أنى ننيب لبيتكم ، وكل يد منا على كبد حرى ؟ نؤمل لقياكم ، وكيف مطارنا بأجنحة لا نستطيع لها نشرا ؟ فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم ، إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى
490
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 490