نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 454
وهذا هو التركيب الداخل في باب مالا ينصرف الذي عدوه سببا من أسباب منع الصرف ، فإنهم أجروا الاسم الثاني من الاسمين اللذين ركبا مجرى تاء التأنيث في أن آخر حرف قبلها مفتوح أبدا ومنزل تنزيل الفتحة كالألف في نواة وقطاة ، وآخر الثاني حرف إعراب ، إلا أن الاسم غير مصروف للتعريف والتركيب لان التركيب فرع على الافراد وثان له ، كما أن التعريف ثان للتنكير ، فعلى هذا الوجه تقول : هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك ، فلو نكرته صرفته لبقاء علة واحدة فيه هي التركيب ، ويدلك على أن الاسم الثاني في هذا الوجه بمنزلة التاء تصغير هم الأول من الاسمين المركبين وتسليمهم لفظ الثاني فتقول : هذه ببعلبك ، كما تقول في طلحة طليحة ، وتقول في ترخيمه لو رخمته يا بعل كما تقول يا طلح ، وتقول في النسب إليه بعلي كما تقول طلحي ، وأما من قال بعلبكي فليس بعلبك عنده مركبة ولكنه من أبنية العرب ، فأما حضرمي وعبد ري وعبقسي فإنهم خلطوا الاسمين واشتقوا منهما اسما نسبوا إليه ، وببعلبك دبس وجبن وزيت ولبن ليس في الدنيا مثلها يضرب بها المثل ، قال أعرابي : قلت لذات الكعثب المصك ، ولم أكن من قولها في شك ، إذ لبست ثوبا دقيق السلك ، وعقد در ونظام سك : غطي الذي أفتن قلبي منك ! قالت : فما هو ؟ قلت : غطي حرك ، فكشفت عن أبيض مدك ، كأنه قعب نضار مكي ، أو جبنة من جبن بعلبك يسمع منه خفقان الدك ، مثل صرير القتب المنفك وقد ذكرها امرؤ القيس فقال : لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ، ولا بن جريج في قرى حمص أنكرا وقيل : إن بعلبك كانت مهر بلقيس وبها قصر سليمان بن داود ، عليه السلام ، وهو مبني على أساطين الرخام ، وبها قبر يزعمون أنه قبر مالك الأشتر النخعي وليس بصحيح ، فإن الأشتر مات بالقلزم في طريقه إلى مصر ، وكان علي ، رضي الله عنه ، وجهه أميرا ، فيقال إن معاوية دس إليه عسلا مسموما فأكله فمات بالقلزم ، فقال معاوية : إن لله جنودا من عسل ، فيقال إنه نقل إلى المدينة فدفن بها وقبره بالمدينة معروف ، وبها قبر يقولون إنه قبر حفصة بنت عمر زوجة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والصحيح أنه قبر حفصة أخت معاذ بن جبل ، لان قبر حفصة زوج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بالمدينة معروف ، وبها قبر الياس النبي ، عليه السلام ، وبقلعتها مقام إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، وبها قبر أسباط . ولما فرغ أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق في سنة أربع عشرة ، سار إلى حمص فمر ببعلبك فطلب أهلها إليه الأمان والصلح ، فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وكتب لهم كتابا أجلهم فيه إلى شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى ، فمن جلا سار إلى حيث شاء ومن أقام فعليه الجزية ، وقد نسب إلى بعلبك جماعة من أهل العلم ، منهم : محمد ابن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء أبو المضاد البعلبكي المعروف بالشيخ الدين ، سمع بدمشق أبا بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد
454
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 454