نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 445
الكاتب قال : سمعت عوادة تغني في أبيات طريح ابن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان من أخواله : أنت ابن مسلنطح البطاح ، ولم تطرق عليك الحني والولج الحني : ما انخفض من الأرض . والولج : ما اتسع من الأودية ، أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك ، فقال بعض الحاضرين : ليس غير بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع ؟ فثار البطحاوي العلوي فقال : بطحاء المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجدي منه ، وأنشد له : وبطحا المدينة لي منزل ، فيا حبذا ذاك من منزل فقال : فهذان بطحاوان فما معنى الجمع ؟ قلنا : العرب تتوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعا ، وقد قال بعض الناس : ان أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها لتستقيم لهم الأوزان ، وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق : يسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر ، وبالأمس قال أبو نصر بن نباتة : فأقام باللورين حولا كاملا ، يترقب القدر الذي لم يقدر وما في البلاد إلا اللور المعروفة ، وهذا كثير ، وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه ، ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق : وأنت ابن بطحاوي قريش ، فإن تشأ تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر قلت أنا : وهذا كله تعسف ، وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى ، فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء ، وقد سميت قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ، ولم يكن بالمدينة منهم أحد ، وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب : الرقمتان ورامتان ، وأمثال ذلك تمر كثيرا في هذا الكتاب ، قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به ، والله أعلم . البطاح : بالضم ، قال أبو منصور : البطاح مرض يأخذ من الحمى ، والبطاحي مأخوذ من البطاح ، وهو منزل لبني يربوع ، وقد ذكره لبيد فقال : تربعت الاشراف ثم تصيفت حساء البطاح ، وانتجعن السلائلا وقيل : البطاح ماء في ديار بني أسد بن خزيمة ، وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة ، وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا ، فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه : تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي ، كليل تمام ما يريد صراما سأبكي أخي ما دام صوت حمامة تؤرق ، في وادي البطاح ، حماما وأبعث أنواحا عليه بسحرة ، وتذرف عيناي الدموع سجاما وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح :
445
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 445