responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 433


فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبع دساكر من لبن ، منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان ، وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة بأمره ونهيه ، فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في الشخوص إليه ، فأذن له ، فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي على جنده ، وكان عتبة قد سيره في جيش إلى فرات البصرة ليفتحها ، فأمر المغيرة بن شعبة أن يقوم مقامه إلى أن يرجع ، قال : ولما أراد عتبة الانصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في آخره : وستجربون الأمراء من بعدي ، قال الحسن :
فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم ، قال : وشكا عتبة إلى عمر تسلط سعد عليه ، فقال له : وما عليك إذا أقررت بالامارة لرجل من قريش له صحبة وشرف ؟ فامتنع من الرجوع فأبي عمر إلا رده ، فسقط عن راحلته في الطريق فمات ، وذلك في سنة ست عشرة ، قال : ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة أن دهقان ميسان كفر ورجع عن الاسلام وأقبل نحو البصرة ، وكان عتبة قد غزاها وفتحها ، فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله ، وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه ، فدعا عمر عتبة وقال له : ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا ؟ قال .
نعم ، قال : فإن المغيرة كتب إلي بكذا ، فقال :
إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن يرجع مجاشع ، فقال عمر : لعمري إن أهل المدر لاولى أن يستعملوا من أهل الوبر ، يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف ، وهي مدينة ، وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية ، وأقر المغيرة على البصرة ، فلما كان مع أم جميلة وشهد القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمال من جمعنا ، استعمل عمر على البصرة أبا موسى الأشعري ، أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه ، وقيل : كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها ، وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة ، وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن ، وكذلك دار الامارة ، وكان المنبر في وسطه ، وكان الامام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى رقابهم إلى القبلة ، فخرج عبد الله بن عامر بن كريز ، وهو أمير لعثمان على البصرة ، ذات يوم من دار الامارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء ، فجعل الاعراب يقولون : على الأمير جلد دب ، فلما استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد : لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس ، فحول دار الامارة من الدهناء إلى قبال المسجد وحول المنبر إلى صدره ، فكان الامام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا ، وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الامارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج ، فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلا دقة الأساطين ، قال : ولم يؤت منها قط صدع ولا ميل ولا عيب ، وفيه يقول حارثة ابن بدر الغداني :
بنى زياد ، لذكر الله ، مصنعه بالصخر والجص لم يخلط من الطين لولا تعاون أيدي الرافعين له ، إذا ظنناه أعمال الشياطين وجاء بسواريه من الأهواز ، وكان قد ولى بناءه الحجاج بن عتيك الثقفي فظهرت له أموال وحال لم تكن قبل ، ففيه قيل :
يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة

433

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست