نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 39
فلان من فلان هذه الدار بمصورها أي بحدودها . قال عدي بن زيد : وجاعل الشمس مصرا ، لا خفاء لها ، * بين النهار وبين الليل ، قد فصلا وأما الطول : فيجئ في قولنا عرض البلد كذا وطوله كذا ، وهو من ألفاظ المنجمين . فسروه فقالوا : معنى قولنا طوله أي بعده عن أقصى العمارة ، سوي آخذه في معدل النهار أو في خط الاستواء الموازي لهما ، وذلك لتشابه بينهما يقيم أحدهما مقام الآخر ، ولان ما يستعمل من هذه الصناعة إنما هو مستنبط من آراء اليونانيين وهم ابتدأوا العمارة من أقرب نهاية العمارة إليهم وهي الغربية . فطول البلد ، على ذا ، هو بعده عن المغرب ، إلا أن في هذه النهاية بينهم اختلافا ، فإن بعضهم يبتدئ بالطول من ساحل بحر أوقيانوس الغربي ، وهو البحر المحيط ، وبعضهم يبتدئ به من سمت الجزائر الواغلة في البحر المحيط قريبا من مائتي فرسخ ، تسمى جزائر السعادات ، والجزائر الخالدات ، وهي بحيال بلاد المغرب . ولهذا ربما يوجد للبلد الواحد في الكتب نوعان من الطول بينهما عشر درج ، فيحتاج في تمييز ذلك إلى فطنه ودربة . هذا كله عن أبي الريحان . وأما العرض : فان عرض البلد مقابل لطوله الذي ذكر قبل . ومعناه عند المنجمين هو بعده الأقصى عن خط الاستواء نحو الشمال ، لان البلد والعمارة في هذه الناحية ، وتحاذيه من السماء قوس عظيمة شبيهة به واقفة بين سمت الرأس وبين معدل النهار ، ويساويه ارتفاع القطب الشمالي . فلذلك يعبر عنه به ، وانحطاط القطب الجنوبي وإن ساواه أيضا فإنه خفي لا يشعر به . وهذا كلام صاحب التفهيم . وأما الدرجة والدقيقة : فهي أيضا من نصيب المنجمين يجئ ذكرها في هذا الكتاب في تحديد الطول والعرض . قالوا : الدرجة قدر ما تقطعه الشمس في يوم وليلة من الفلك ، وفي مساحة الأرض خمسة وعشرون فرسخا . وتنقسم الدرجة إلى ستين دقيقة ، والدقيقة إلى ستين ثانية ، والثانية إلى ستين ثالثة ، وترقى كذلك . وأما الصلح : فيجئ في قولنا : فتح بلد كذا صلحا أو عنوة ، ومعنى الصلح من الصلاح وهو ضد الفساد ، والصلح في هذه المواضع ضد الخلف ، ومعناه ان المسلمين كانوا إذا نزلوا على حصن أو مدينة خافهم أهله فخرجوا إلى المسلمين وبذلوا لهم عن ناحيتهم مالا ، أو خراجا ، أو وظيفة يوظفونها عليهم ويؤدونها في كل عام على رؤوسهم وأرضهم ، أو مالا يعجلونه لهم ، أي انها لم تفتح عن غلبة . كما كانت العنوة بمعنى الغلبة . وأما السلم : في قوله تعالى : ادخلوا في السلم كافة ، فقالوا : أعني به الاسلام وشرائعه . والسلم الصلح . والسلم ، بالتحريك ، الاستسلام وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين ، فكأنه والصلح
39
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 39