responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 352


ولا ميت من انسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه ، فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم يجتاز بها الأخير منهم ، وهي ناشفة ، فيقول :
أظن أنه قد كان ههنا ماء ، ثم يجتمعون بالبيت المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول : اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك ، فهل من منتدب ؟ فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته ، فينصر هم الله عليهم حتى يبيدوهم ، ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب الناس ، والله أعلم . وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة ، تحيط بها الجبال ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجئ من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر ، وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر ، وهو بلاد الغور ، ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا . ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ، ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل ، وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتئ يزعمون أنه قبر سليمان بن داود ، عليه السلام ، وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا ، وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من هذا ، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد :
أمعفر الليث الهزبر بسوطه !
لمن ادخرت الصارم المصقولا ؟
وقعت على الأردن منه بلية ، نضدت لها هام الرفاق تلولا ورد ، إذا ورد البحيرة شاربا ، ورد الفرات زئيره والنيلا بحيرة قدس : بفتح القاف ، والدال المهملة ، وسين مهملة أيضا : قرب حمص ، طولها اثنا عشر ميلا في عرض أربعة أميال ، وهي بين حمص وجبل لبنان ، تنصب إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا عظيما ، وهو العاصي الذي عليه مدينة حماة وشيزر ، ثم يصب في البحر قرب أنطاكية .
بحيرة المرج : بسكون الراء والجيم : هي في شرقي الغوطة ، تنسب إلى مرج راهط ، بينها وبين دمشق خمسة فراسخ ، تنصب إليها فضلات مياه دمشق .
البحيرة المنتنة : وهي بحيرة زغر ، ويقال لها :
المقلوبة أيضا ، وهي غربي الأردن قرب أريحا ، وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شئ ولا يتولد فيها حيوان ، ورائحتها في غاية النتن ، وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل من يقاربها من الحيوان الانسي وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زمانا إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنوها ، وإن وقع في هذه البحيرة شئ لم ينتفع به كائنا ما كان ، فإنها تفسده حتى الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل فلا تعمل النار فيه . وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت .
بحيرة هجر : قد ذكرت في البحرين ، وفيها يقول الفرزدق :
كأن ديارا ، بين أسنمة الحمى وبين هذاليل البحيرة ، مصحف وأسنمة كما ذكرنا : موضع بنجد قرب اليمامة ، وفيه تأييد لقول الأزهري في البحرين بحيرة اليغرا : ياء مفتوحة ، وغين معجمة ساكنة ، وراء ، مقصور : بين أنطاكية والثغر ، تجتمع إليها مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من

352

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست